ما تعلمناه في مدارسنا ومجتمعنا أن الإعلام هو عنصر (تنويري) وتثقيفي للشعوب وكذلك للأجيال في كل أصقاع الدنيا.
والتلفاز هو واحد من أهم أدوات التنوير في العالم ولذلك فإن في كل دول العالم (المتقدم) هناك ضوابط صارمة على كل ما يُعرض وخصوصاً في فترة الذروة، حيث تمنع المصطلحات الداعية للعنف أو الإباحية أو الشتم واللعن. وفعلت قنواتنا الفضائية العربية العكس هذه الأيام في فترة الذروة وفي شهر فضيل، حيث تمثَّل السَّب والشتم واللعن الصريح في المسلسل الكوميدي (بيني وبينك) ولم يقتصر الحال على مشهدٍ عابر بل كان هذا حاضراً في كل المشاهد، ولعل فايز المالكي هو بطل هذه المشاهد وتفننه في تكرارها على كل شاردة وواردة.
وهناك مشاهد يرى الفنانون أنها كوميدية وهي تمثل العكس تماماً، خصوصاً تلك الحوارات التي يتخللها الاستهزاء بخلق الله أو اللعن الصريح.
كما أن هناك حوارات إيحائية يستحي المشاهدون منها، بل وربما خسر المسلسل نقاطاً كثيرة بسببها رغم التكاليف العالية التي رافقت إنجاز العمل أو القصة الكوميدية البسيطة التي تدور حولها أحداث المسلسل وإعجاب المشاهدين بالعمل.
هذه الملاحظات ربما لم نكن الأوائل في رصدها، بل هي حديث المجالس وهي مطب كبير نرجو ألا يدفع فريق العمل (ثمنه) خلال الأيام القادمة ورغبة المشاهدين بعدم (إحراجهم) والانتقال إلى متابعة عمل آخر ربما كان أقل في المستوى ولكنه أفضل من ناحية الرقابة التي غابت (تماماً) عن (بيني وبينك) هذا العام.