ومع إطلالة شهر رمضان المبارك جاءت أسئلة المستمعين والمشاهدين (الفارغين) محملة (كعادتها) بسطحية لم نجد لها حلاً ولا باترا.
وكما حدث في رمضان الماضي وما قبله وقبل عشر سنوات جاءت الأسئلة كما هي وبأمانتها ولم يختلف سوى اسم السائل والمسؤول ومباشرة السؤال فيما جاءت الأسئلة تدور حول فلك واحد وأفقدونا قيمة البرنامج واحتلَّ البعض بأسئلتهم مساحة زمنية لا يستحقونها.
بالله عليكم ماذا ترتجون من سائلٍ سأل شيخاً هل يدخل المسجد بقدمه اليمنى أم اليسرى وآخر يسأل عن شربه للماء في نهار رمضان دون أن يشعر وكان ناسياً أم ذاك الذي داهمه أذان الفجر وهو يشرب الماء.
إنني متأكد أنَّ هذا السائل قد سأل قبل ذلك أكثر من شيخ ولكن ليطمئن قلبه كان لا بُدَّ له أن يسأل اليوم هذا السؤال مع هذا الشيخ ثم سيسأل غداً نفس السؤال شيخاً آخر وهكذا دواليك.
ثم إنني أبصم صائماً أن مثل هذه الأسئلة (العقيمة) ساعدت على انتشار برامج الإفتاء كما تنتشر النار في الهشيم حتى أصبحت لاقطة لكل أسئلتنا الساقطة من رؤوس العوام وكأنَّ المصلي لن تقبل صلاته إنْ دخَلَ مسجداً بقدمه الشمال أو لن يقبل صيامه إن شَرِبَ ناسياً.
أشعرُ بأنَّ بعض برامج الإفتاء قد فقدت قيمتها عند الناس، ولم تعد تسترعي انتباههم بسبب الفوضى التي هي عليه الآن، وبسبب عدم احترام بعض القنوات الفضائية لمشاعرنا ورغبتها في الكسب السريع والاستعانة بالمتردية والنطيحة الذين أربك بعضهم المسلمين في فتاوى مكررة وغير ذات فائدة.. وتتناول أموراً بديهية لا تستحق كل هذا الوقت وكل هذا الاهتمام الزائد.
شاهدوا برامج رمضان الدينية اليوم واستمعوا لأسئلة الجمهور واحكموا بأنفسكم على بديهية الأسئلة واحفظوها جيداً، وإن أمدَّ الله بعمركم إلى رمضان القادم فاسمعوا هذه الأسئلة نفسها مرة أخرى، لتعلموا أننا ما زلنا نراوح في مكاننا ولم نُغادره منذ أعوام عديدة والجديد فقط أن أبطالاً جدد سيخرجون لنا يفتوننا في أمرنا ويعيدون لنا الدرس من جديد لأن التكرار يعلمُ (الشطَّار).
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 796 ثم أرسلها إلى الكود 82244