أبها - عبدالله الهاجري:
(نحن لا نعد بشيء كل ما سنقدمه هو دراما بسيطة لكن لا تعني بساطتها أنها تافهة...) هذا جزء من كلام للممثل ناصر القصبي حين سئل كيف يمكن للمشاهد العربي والسعودي تحديدا على تقبل مسلسلهم الرمضاني الجديد (كلنا عيال قرية) الذي حل هذا العام عوضا عن المسلسل الأشهر عربيا(طاش ما طاش).
من هنا نثرنا تساؤلاتنا بعد أن مهد القائمون على مسلسل (كلنا عيال قرية) لفشل العمل دون أي مراعاة لعلاقة امتدت لخمسة عشر عاما ربطت بين المشاهد وبين هذا العمل التي امتدت الكتابة عنه ومشاهدته في الكثير من البلدان دخل في الكونجرس الأمريكي وأفردت له الصحف السعودية والخليجية والعربية والغربية صفحات للحديث عنه ومما قيل في هذا المسلسل وكتب عنه - غربيا - كان العمل الوحيد الذي يعالج قضايا بلاده بكل أريحية.
من رأينا أنه لا يحق للسدحان أو القصبي أن يوقفا مسلسلهما لمجرد التغيير دون أي مبرر قوي قد يستندان عليه، فهما قد خاضا معارك (طاحنة) مع الجميع خلال السنوات الماضية من أجل استمراريته، وبعد هذا كله يأتيان ببرودة أعصاب ليعلنا توقفه حتى لو كان توقفا (مؤقت).
الذي جعل فريق (طاش) يتوقف في محطة هذا الرمضان سببيان ربما لا ثالث لهما:
الأول: أنهما استنفدا كل مقترحاتهما وأفكارهما ولم يعد هناك شيء جديد قد يستطيعان تقديمه وكان تواضع الجزء الماضي مؤشرا لهما بذلك.
الثاني: أو أن ما حدث هذا العام من توقف هو (بالونة) اختبار كي يطالب الجميع بعودة الجزء السادس عشر وجس نبض الشارع بكل أجنحته وشرائحه ولعلّه السبب المرجح عندنا ولا نسوّق له في هذا المقام حتى يتضح لنا كل شيء.
طاش ما طاش الذي يبدو أنه انتهى فعليا ولأن لكل شيء نهاية حاولنا أن نضع بعض الأسئلة على عدد من الكتاب ومن المشاهدين حول أحقية فريق العمل في حجبه ولماذا مهدا لفشل عملهم الجديد وهل تخسر الدراما السعودية بسبب هذا الحجب وهل سيخسر فريق عمل طاش.
البداية كانت مع أحد كتاب طاش ما طاش عبدالله بخيت الكاتب في (الجزيرة) ويقول في هذا الخصوص:
من حقهما أن يحجبا العمل لأنه برنامجهم ولأن لكل شيء نهاية، وبالعكس كانت فكرة فك ارتباط السدحان والقصبي عن طاش فكرة حسنة لأنهم إذا واصلوا فالمشاهد هو من سيطالبهم بتغيير طاش، وعلى هذا فلابد من منحهم الفرصة في عملهم الجديد (كلنا عيال قرية) ونشاهد ما الجديد الذي يستطيع فريق العمل أن يقدموه للجمهور.
وأكد بخيت أن الفشل الذي مهد له القصبي لعملهم الجديد كان القصد منه أن المشاهد سيربط هذا العمل بالعمل الأشهر عربياً (طاش ما طاش) ولهذا فالحكم من الآن على جديدهما سيكون في قالب طاش الذي استطاع أن يكسب شهرة عربية واسعة على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية.
وكشف بخيت أثناء حديثه بمطالبته للقصبي والسدحان بأهمية الخروج من عباءة طاش ما طاش وأهمية انفصالهما (دراميا) عن بعضهما حتى لا يكون كل منهما شماعة للآخر سواء في النجاح أو الفشل.
وختم بخيت حديثة قائلا: هذا التغير ينصب في مصلحة الدراما السعودية وفي تحريكها من جديد وسيكون هذا العمل (كلنا عيال قرية) بوابة أخرى لنجومية عبدالله السدحان وناصر القصبي.
من جانب آخر يرى الزميل سلطان القحطاني مدير تحرير إيلاف في السعودية هذا التغيير بالايجابي وقال:
إنها فكرة ذكية من طاش أن حُجبَ هذا العام كي تكون هناك فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير في عمل جديد.
ويشير القحطاني: قبل أشهر كنت في حديث مع الشيخ وليد الابراهيم في حضور الصديق عبد الله السدحان وقلت له: إنه من الضرورة أن تتاح لهم الفرصة في التجريب وبالذات ما واجه طاش طوال سنوات عمره العديد من الهجمات الكاسحة، ويجب أن نعترف له بدوره في تحريك المياه الراكدة في المجتمع.
لقد كان طاش قنبلة سقطت في صحراء لا حياة فيها. وأعتقد أن ما فعلوه هو الصحيح. وأضاف (أحيانا يجب عليك أن تغير جياد العربة أثناء عبور النهر.. وطاش لا يعبر في نهر بل في محيط عاصف، علينا أن نمنحهم الفرصة لننتظر ونرى ومن ثم نحكم).
أما المشاهد فهد الشهري فعلّق بقوله: لقد ارتبطنا بطاش ما طاش منذ خمسة عشر عاما وكنا حريصين كمتابعين على ملاحقة حلقات هذا العمل بين القنوات الفضائية، وقد جاء إعلان تغيير العمل بمثابة انتهاء زمن من العمل الذي استطاع تحريك قضايانا وحلها بل كان طاش متنفسا لنا لنشاهد طرق علاج الكثير من مشكلاتنا.
وأضاف الشهري: لا باس أن ينهي فريق عمل طاش أجزاء هذا العمل الذي ظل لفترات طويلة والمهم هو تعويضنا بعمل لا يقل أهمية في معالجة وطرح مشكلاتنا بطرق درامية بسيطة تصل إلى قلوب وعقول المشاهدين.فيما أشاد ناصر القحطاني بفكرة حجب طاش ما طاش، وقال في هذا الشأن: لقد انتهى زمن طاش وانتهت أفكار هذا العمل الذي لم يطرأ عليه أي تجديد في أجزائه الأخيرة , وكان لابد من تجديد طاقات ثنائي العمل القصبي والسدحان وإعادة حضورهم بشكل مهم في الساحة الفنية العربية.وأبان القحطاني: سيخسر طاش هيبته إذا استمر في إنتاج أجزاء جديدة منها بل وكسب ثنائي العمل الجولة بإنتاج عمل جديد.سلطان العبدالله أوضح أن من أشار على السدحان والقصبي بفكرة حجب طاش هذا العام عن أعيننا فقد أجاد في الإشارة وكان فعلا مطلبا ملحا رغم حرصنا الدائم على متابعة حلقات هذا العمل منذ صغرنا وما زلنا نحرص على متابعة ولكن لكل شيء نهاية، ونهاية طاش كان لنا جيداً وهو الذي حرك فينا الكثير من المآسي وتمكن من حل قضايانا وكان تجاوب أصحاب الشأن مهما.ويضيف: لسنا في حاجة إلى مزيد من أجزاء طاش ما يهمنا هو خروج السدحان والقصبي من التكرار والظهور لنا بشكل جديد يستطيعون أن يماشوا التطور في الحركة الفنية.