ما أن تسمع أو تشاهد ارتفاع مؤشر الأسهم السعودية للسقف حتى يكاد يعانق السماء، فجأة ترى انخفاضه وملامسته القشرة الأرضية إن لم تكن اليابسة أو ما تحت البحار!
وكلما انتكست السوق المالية ومن ثم عاودت الارتفاع كلما تعالت الأصوات النشاز تنادي الناس بالعودة للسوق وتعويض الخسائر للدرجة التي دعا فيها المحلل الاقتصادي المصرفي السيد نبيل المبارك عبر جريدة الرياض للاقتراض لمدة ثلاث إلى خمس سنوات، ودخول السوق وشراء الأسهم ولكن هذه المرة للاستثمار والادخار في الأسهم الرابحة! وزاد تأكيده بقوله (إن فرصة الاستثمار في سوق الأسهم تعتبر حالياً مشجعة ومغرية خاصة أن السوق يمر الآن بمرحلة إعادة هيكلة، والأسعار التي تسجلها أسهم شركات العوائد حاليا لن تتكرر، وسنلاحظ الارتفاع خلال فترة ربما تتجاوز العام!) وزاد في تخدير الناس وطمأنتهم بأن وضع السوق لا يستدعي القلق وخاصة للمقترضين بغرض شراء الأسهم على اعتبار أن نسب الفوائد على القروض تمر الآن بأدنى مستوياتها! ويُسمى هذا في علم الاستغفال (جر رجل أو جر عنق) أو سمِّه ما شئت حتى لو أردت تسميته استعباد البنوك للمواطن المعلوك!! وربما تأتي سنوات نؤرخ بها فنقول (سنة الاستغفال أو سنة العَلْكة) كسنة الجوع وسنة الرحمة وسنة الغرقة! حينما شارف الناس على الغرق من جراء الأمطار والسيول! طبعاً حيث لم يكن هناك أسهم!
الطريف المؤلم أن أحد المحللين حمد الله عندما هوى المؤشر لما دون الثمانية آلاف بعد أن وصل للعشرة آلاف لأنها بذلك صدقت نبوأته!
فيما أشار أحد المحللين بأن الحكم على الارتداد كونه حقيقيا أم لا، يلزم مراقبة أحجام التداول والتي من الضروري أن تكون أعلى مع تحقيق مناطق سعرية مرتفعة، لافتاً أن السوق بهذه العوامل سوف تكسر مقاومات وتقفل فوقها، وفي هذه الحالة يمكن اعتبار ذلك ارتداداً حقيقاً. وموت يا حمار لين يجيك الربيع! هذا فيما يخص الحمار والربيع بينما مر على المساهم السعودي عدة فصول من الربيع لم يشبع فيها ولازال بانتظار (ثمار) الصيف وشمسها الحارقة لعلها تكون أصدق أو أزين!!
وما بين المحللين الاقتصاديين الذين يطبلون للسوق ويعتبرونه إيجابياً، يرى المحللون الفنيون أن الوصول لهذه النقطة الحالية يعد سلبياً حيث لا يحمي المؤشر من احتمالية الاستمرار في المسار الهابط، بينما يرى المحللون النفسيون أن النفوس عايفه والقلوب صادة مهما كانت المغريات!!
في حين يرى المحللون الحكماء أن المغامرة بقرض في سوق الأسهم يعد من التفريط، إن لم يكن ضرباً من الجنون لذا فهم يدعون للادخار، ويشددون على عدم التورط بالزراعة في السطوح والله أعلى وأعلم!!
وبانتظار سنة الغرقة!!
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342