عندما أخفقت جامعاتنا في الحصول على ترتيب متقدم في التصنيف العالمي للجامعات ظهر على مشهدنا الأكاديمي والثقافي والاجتماعي حوار فكري محموم وغير مسبوق، توجه هذا الحوار في مجمله نحو نقد الأساليب التي تدار بها جامعاتنا. وعندما توفرت الإرادة الجادة والرؤية التعليمية الذكية لدى بعض قياداتنا الجامعية حققت اثنتان من جامعاتنا إنجازا متميزا على المقياس نفسه. وعندما أخفقت مؤسساتنا الرياضية في تحقيق أي إنجاز في أولمبياد بكين 2008 انفجر غضب ونقد محلي تسابق من خلاله الكتاب بمختلف أطيافهم إلى مناقشة هذا الإخفاق الرياضي المريع، وإذا ما استمر هذا النقد والحوار الرياضي بنفس الزخم فإني أكاد أجزم أن أولمبياد لندن القادم سوف يشهد بمشيئة الله حضورا سعوديا أفضل.
في هذا العام صدر تقرير للينك الدولي حول التعليم في العالم العربي، وكان أداؤنا التعليمي بحسب هذا التقرير متواضعا جدا، بل إن أقل التربويين تفاؤلا لم يكن يتوقع أن يضعنا ذلك التقرير في هذا الترتيب المتأخر. إن مما يلفت الانتباه هو مرور ذلك التقرير مرور الكرام دون أن يثير أية ردود أفعال داخل وزارة التربية أو خارجها. عندما يسوء ويتردى الحال التعليمي لأي أمه فإني لا أجد عبارة تصف حال هذه الأمة أفضل من عبارة (تلك أمة تنتحر).