«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
يتصدر دعاة ومشايخ برامج القنوات الفضائية العربية كعلامة فارقة على خارطة تلك القنوات خلال شهر رمضان المبارك.
ويرى عدد من الدعاة أن تلبية نداء مسؤولي القنوات في المشاركة في برامجهم الفضائية تأتي من منطلقات شرعية للإسهام في إصلاح المجتمع والوصول إلى شرائح اجتماعية كبيرة ربما لا يمكن الوصول إليهم من خلال منابر المساجد والدروس العلمية فيها.
هذا التواجد المكثف للدعاة سجل حضوراً فاعلاً في المتابعة لدى شريحة كبيرة من المتلقين من مختلف الأعمار الذين استبشروا بهذه الخطوة الجديدة لملء أوقات برامج الفضائيات العربية بما يفيد قلوبهم وعقولهم بأمور دينهم وفق قالب إعلامي جديد بعيداً عن النمطية والتقليدية والوعظ المباشر التي كانت توصف بها معظم البرامج الدينية في السنوات القليلة الماضية.
الدعاة هم كذلك رأوا أن مشاركاتهم التلفزيونية نافذة جديدة وواسعة تحظى بالقبول والمتابعة الجماهيرية التي ربما لا يحظون بها في مواقع إعلامية أخرى.
في المقابل أحدث ظهور الدعاة والمشايخ في بعض القنوات ردود فعل واسعة من مختلف شرائح المجتمع ضجت بها ساحات ومنتديات الإنترنت إذ يرى بعض المتلقين ظهور داعية في قناة تلفزيونية غير محافظة لا تتناسب إطلاقاً مع ما يحمله من علم وتوجهات شرعية، وصبت بعض الآراء جام غضبها على عدد غير قليل من الدعاة على هذا الظهور ورأوا أنه بالإمكان الاستغناء عنها واستبدالها بقنوات أخرى أكثر جدية والتزاماً ولا سيما أن الساحة الإعلامية مليئة بالقنوات الفضائية المحافظة.
وأمام هذا النقد اللاذع اشترط بعض الدعاة خلو برنامجه من العنصر النسائي والموسيقى إذ يرى وجود برامج إسلامية هادفة مطلب ملح وضروري لمزاحمة تلك البرامج ببرامج هادفة تسهم في تنوير المتلقي وتزيد من حصيلته الدينية.