لكنا أقرباء: شمس واحدة تجفف ثيابنا)
** الوطن وحدنا وأصبحنا ننتمي إلى خيمة واحدة ورمل واحد وأحلام واحدة وشمس واحدة تجفف ثيابنا..
فلماذا كل هذا الخوف من الدراما المستمدة من تاريخ القبائل وفرسانها وأيامها الشهيرة..
إنها مادة ثرية وغنية وملأى بقصص العزة والكرامة والشهامة والرجولة وتبدو فيها المرأة قوية عزيزة مسموعة الكلمة مشاركة في الحياة..
لماذا نخاف من أن ترى حياتنا الماضية، هل حاضرنا هش إلى الدرجة التي نتعامل معه كما يتعامل طفل مع حقيبة وجبته المدرسية يخشى عليها من الماء والهواء والارتطام الخفيف في الأرض خوف تفتفت بسكويته المفضل.
** ماذا يعني أن نشاهد مسلسلاً (فنجان الدم) أو مسلسل أو.. أو...
هؤلاء هم نحن وهذا تاريخنا وهذه قبائلنا وهذا ماضينا فهل ندفنه في التراب خجلاً منه..
التاريخ لا يندثر، ونحن أحفاد أولئك.. تغيرت حياتنا، تعدلت مستويات تفكيرنا، تبدلت ثقافاتنا، وتنوعت وانخرطت في وطن واحد يجمعنا ونعشقه ونموت من أجل وحدته وسيادته..
** القبيلة وحدة من الوطن، يتشكل عبر وحدات متعددة تنتمي كلها إلى مفصل واحد وهو هذه الخريطة الواحدة التي تقوم على العدالة والمساواة بين الجميع.
** لا تخجل ولا تخاف الثقافات الأخرى من ماضيها ولا تخشى أمريكا من انتماء أجيالها إليها من أفلام الكاوبوي وصراعات الهنود الحمر أو اضطهاد السود..
** لماذا نحن نريد أن نكون كائنات بلا تاريخ ولا ماضي ولا جذور.. ولماذا نخاف على انتمائنا لوطننا ونجعل منه (الفزاعة) التي نطلقها كلما أردنا إيقاف ما لم تقبله هذه القصص في كتب التاريخ وهي موثقة ومتداولة بين أبناء القبائل والاهتمام بها ليس وليد اليوم..
انتقالها للدراما هو أمر جيد على الأقل سيجد فيها المشاهد صورة إيجابية للمجتمع السعودي الذي خدمته الدراما الحديثة بنصوصها الحديثة أنه مجتمع (يهين) المرأة وقدمت الشباب والفتيات بأسوأ صورة هذا عدا التهريج الغريب الذي يذكرك بالدراما المصرية في السبعينيات التي اعتمدت على صدمة الصعايدة بحضارة القاهرة.
** قد يكون في التاريخ عزاءً عن هذا النقص الفادح في قدرة الدراما الحديثة على تقديم نص ينصف المجتمع السعودي بعيداً عن سذاجة الشخصيات والتهريج المريع في مسلسلات (غشمشم، بيني وبينك) وفي بعض مشاهد (كلنا عيال قرية)!!
fatemh2007@hotmail.com