Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/09/2008 G Issue 13134
السبت 13 رمضان 1429   العدد  13134
دفق قلم
مسجد كريتاي في فرنسا
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

كنت أطالع تقريراً عن مسجد كريتاي في فرنسا من خلال قناة الإخبارية، واستوقفني التقرير بما حواه من معلومات عن هذا المسجد الذي أوشك العمل في بنائه على الانتهاء، وبما قدَّمه من معلومات مختصرة عن المساجد في فرنسا، فقد أشار التقرير إلى أن عدد المساجد في فرنسا بلغ ألفي مسجد ما بين كبير وصغير، وهذا شيء يسرُّ القلب ويشرح الصدر، لأن وجود المساجد في تلك الدِّيار يتيح للمسلمين المقيمين فيها إقامة صلواتهم، وندواتهم ومحاضراتهم، وحلقات القرآن، والدروس العلمية التي ترفع من مستوى ثقافتهم الشرعية، وتحافظ على علاقتهم بدينهم وأمتهم، خصوصاً أن الأجيال الصاعدة من أبناء الجالية المسلمة في فرنسا وغيرها قد بعدت بها المسافة عن تعاليم الدين، وقيم وعادات المجتمع المسلم.

ولكنَّ هذا التقرير حمل من المعلومات ما عكَّر عليَّ صفو هذا الإحساس بالسعادة لوجود تلك المساجد في دولة غربية علمانية كفرنسا، فقد تضمن التقرير إشارةً إلى أن هنالك مساجد كثيرة تحتاج إلى عناية وصيانة ومكافآت للعاملين فيها، وأن بعضها في حالة يُرثى لها من الإهمال الناشيء من عدم القدرة على تحمل المصروفات المالية اللازمة لذلك، كما أشار التقرير إلى أن مسجد (كريتاي) الجديد ما زال بحاجةٍ إلى دعم مادي حتى يكتمل من جانب، وتسدَّد مستحقات الشركات التي شاركت في بنائه من جانب آخر، وتحدَّث المشرف على بناء هذا المسجد عن حاجة المشروع إلى أربعمائة ألف يورو حتى يتم بناؤه وقضاء ما عليه من ديون مستحقة للشركات. هنا شعرت بالأسى من حالة أصحاب رؤوس الأموال المسلمين الذين يغفلون عن هذه المشروعات المهمة التي تنفع المسلمين، وترفع من شأن، الباذلين المخلصين في الدنيا والآخرة.

عشرون ألف مسلم في هذه المدينة الفرنسية ينتظرون إتمام هذا المسجد ليجتمع فيه شملهم على العبادة والذكر والعلم الشرعي الصحيح.

وهنا تذكرت كلمة قالها د. عبدالرحمن السميط، ذلك المسلم الكويتي الذي قضى حياته في خدمة الإسلام في أفريقيا - جزاه الله خيراً- حيث قال: إنَّ نسبة عشرة في المائة من مصاريف بعض رجال الأعمال المسلمين في إجازاتهم التي يقضونها في أوروبا وأمريكا يمكن أن تقيم عشرات المساجد في أنحاء العالم.

إشارة

مسجد كريتاي في فرنسا يلوِّح بمئذنته، فهل من مجيب؟

www.awfaz.com


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد