نيس - (رويترز):
قال وزراء مالية أوروبا أمس الجمعة إن تباطؤ تقوده الولايات المتحدة دفع جانباً كبيراً من منطقتهم إلى حافة الركود وهو ما كانوا يرونه غير ممكن قبل أشهر قليلة فحسب. ومن المتوقع خلال المحادثات التي يحضرها مسؤولو البنوك المركزية أن يدعو الوزراء إلى استراتيجية لتحمل الشدائد بغير شكوى نظراً لارتفاع التضخم والعزوف عن مخالفة قواعد الاتحاد الأوروبي للميزانية بالخروج من المأزق عن طريق الإنفاق العام على الطريقة الأمريكية.
وقال جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورج ووزير المالية وأيضا رئيس منتدى يوروجروب لوزراء مالية منطقة اليورو (ضعف النمو أسوأ كثيراً مما كنا نظن منذ بضعة أشهر). لكنه لا يتوقع انزلاق المنطقة إلى ركود عميق أو طويل الأمد وقال (التباطؤ خطير جداً... لكنني لا أعتقد أننا بصدد فترة من الركود الطويل). وكان رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه الذي رفض خفض أسعار الفائدة قال أمس الخميس إن التضخم مشكلة من (الدرجة الأولى).
ويأتي الاجتماع الذي تستضيفه مدينة نيس الساحلية في جنوب فرنسا بعد يومين فقط من صدور تقديرات جديدة للمفوضية الأوروبية أظهرت انزلاق ألمانيا وإسبانيا وبريطانيا إلى الركود وتوقف شبه تام للنمو الاقتصادي في المنطقة عموما. وكانت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد هيأت الجو العام للاجتماع الذي يستمر يومين وتنظمه بلادها باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 بلدا منها 15 دولة تشترك في عملة اليورو. وكتبت تقول في صحيفة لو فيجارو اليومية الفرنسية (يعقد الاجتماع في سياق اقتصادي صعب). وعلى مدى العام الأخير تعرضت أوروبا لصدمة خارجية ثلاثية تمثلت في الأزمة المالية التي انطلقت من الولايات المتحدة وارتفاع سعر النفط الذي رفع التكاليف على الشركات وعصف بالأوضاع المالية للأسر بالإضافة إلى الزيادة القوية في سعر صرف اليورو. وقالت لاجارد (هذه الصدمات مع التباطؤ في الطلب العالمي خفضت بقوة النمو الأوروبي). وبدأ الاجتماع أمس الجمعة بوزراء مالية منطقة اليورو وسيتسع في وقت لاحق من اليوم ليشمل الوزراء ومحافظي البنوك المركزية للاتحاد الأوروبي بأسره.