Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/09/2008 G Issue 13134
السبت 13 رمضان 1429   العدد  13134
أضواء
وأد الفتنة في لبنان
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ماذا يريدون من لبنان..؟! فكلما اقترب من التعافي من أزمة التدهور الأمني والفرقة يدفعون به إلى الفتنة، مرة يثيرون النعرات السياسية بين من صنفوهم بالموالاة وآخرون بالمعارضة، ومرة أخرى يشعلون الفتنة الطائفية بين أهل السنة والشيعة في بيروت، ثم ينقلونها إلى الشمال حيث أشعلوا قتالاً بين أهل السنة والطائفة العلوية في طرابلس. وبعد أن استطاع الشيخ سعد الحريري من معالجة الأمر، وقطع الطريق على مثيري الفتنة في شمال لبنان، وأوصل الفرقاء في طرابلس إلى إبرام مصالحة وطنية، نقلوا الصراع إلى جبل لبنان، أو هكذا يحاولون بتأجيج الفتنة هذه المرة بين أبناء الطائفة الدرزية، ومن خلال استهداف النائب صالح العريضي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي اللبناني المنخرط في كتلة المعارضة والمقرب إلى سورية والذي يرأسه الزعيم الدرزي طلال أرسلان والمنضوي إلى قوى 8 آذار التي تمثلها المعارضة النيابية.

والاغتيال السياسي للنائب العريضي لا يختلف اثنان على أنه محاولة مكشوفة لإثارة الفتنة بين الدروز وكون جبل لبنان هو معقل الدروز ومركز الثقل السياسي للزعيمين الدرزيين وليد جنبلاط وطلال أرسلان اللذين عالجا الكثير من خلافاتهما وحصراها في اختلاف وجهات النظر السياسي. وكون الاغتيال جاء بعد معالجة التدهور الأمني في طرابلس، فإن الهدف هو وضع عراقيل أمام الجهود الجادة لتعزيز السلم الاجتماعي وإفشال عقد مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده يوم الثلاثاء القادم والذي دعا إليه ويرعاه رئيس الجمهورية والذي تتجاوب معه جميع القوى السياسية في لبنان. ولهذا فإن كل القوى السياسية والطوائف اللبنانية شجبت عملية الاغتيار ورأت فيها بأنها موجهة ضد السلم الأهلي وضد الخطوات الواسعة والإيجابية التي يشهدها لبنان والتي آخرها توقيع مصالحة الشمال في طرابلس.

ولا حظ متابعو الشأن اللبناني مسارعة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الخصم السياسي للنائب القتيل إلى تأبين الفقيد في مكان الحادث في مسقط رأسه مدينة (بيصور) في قضاء عالية جنوب شرق بيروت. وقد لاقت هذه الخطوة تقدير زعيم الحزب الديمقراطي الزعيم الدرزي طلال أرسلان وتنويهه بها في خطاب التأبين، وقد اعتبر الخطابان فعلاً إيجابياً أجهض محاولات من يريدون اغراق لبنان في أتون الفتنة وإعادته إلى الفوضى السياسية والأمنية.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد