في القرن الثالث الهجري كتب الجاحظ 159-255هـ رسالته الموسومة: (النابتة)؛ وفيها أشار إلى ثلاث مراحل مرت بالأمة؛ وهي: التوحيد في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، والفجور ممثلاً بمقتل عثمان وعلي -رضي الله عنهما-، والكفر في العصر الأموي؛ حيث ظهر (النابتة) الذين وصفهم بأنهم سكتوا على الظلم بل ناصروه.
* لم يستطع شيخ البيان أن يرقى فوق اعتزاله وهواه (العباسي)؛ فكفّر من لم يكفِّر معاوية رضي الله عنه، وأسفر عن وجهه (الشعوبي)، لنكتشف به وأمثاله كيف يئدُ العربُ العروبة بنفي رموز تصدت، أمس البعيد والقريب، للامتداد الصفويّ الكسروي الحاقد.
* لم نتغير، ولا نبدو في طريقنا للتغير؛ فنحن نعيش واقعاً غريباً يستفزُّ فيه أبناءُ المجتمع الثقافي المتجانس بعضهم باتهامات لا يعوزها التحيّز، ويتساجلون عبر خطابات طُرّتها الاستعلاء وديباجتها الاستعداء؛ متخذين من المرجعية الرسمية (السياسية والدينية) وسيطاً للتحدي كما للتصدي.
* وبربكم: هل أمة يحاصرها يهود وكسرى وقيصر تتجاهُلهم لتناصب ذاتها العداء في مماحكات حول قضايا خلافية تتسعُ للرأي ونقيضه.
* الجاحظ صورة مجردة تحكي ألف عام من المراوحة في محيط ثقافي متجمد يتبنى جاهزيّة الإلغاء، و(النابتة) هم من أدخلنا في عتمة (الأبيض والأسود)؛ فبتنا كمشجعي الكرة مجبرين على التصادم ليهتف بعضنا ضدّ بعض، وتسجل الأهداف في مرمانا الواحد المثخن بالهزائم.
* نحن أعداءُ أنفسنا.
Ibrturkia@hotmail.com