في عام 1992م.. طلب مني النادي الأدبي بجدة إرسال نصوص قصصية لي للمشاركة في أمسية قصصية مع قاصين آخرين.. يتولى قراءتها بالنيابة عني قاص ثالث..
كتبت الصحف.. قاصان وقاصة في أمسية قصصية في نادي جدة الأدبي وفي تفاصيل الخبر جاء ذكر أن القصص ستقرأ بالنيابة عن القاصة.
* كنت حينها في عنيزة.. وكنت قد أصدرت مجموعتي الأولى (احتفال بأني امرأة) كانت تصلني رسائل مخيفة تتهمني بأنني أدعي النبوة في بعض قصصي.
وتخيلوا الضغط النفسي لكاتبة في مطلع العشرينيات من عمرها في مجتمع صغير جداً.. تواجه بمثل هذا!!
* قاصمة الظهر.. أن يحضر قريب لي شريطاً إسلامياً ويسمعه للأسرة، ويرد في نهايته سؤال على الشيخ سفر الحوالي.. من شاب من مجموعة تلاميذه..
ما رأيك بأن تشارك امرأة في أمسية قصصية مع رجال؟
رد الشيخ: هل هي مختلطة معهم..
قال الشاب: لا، لكنهم يقرأون ما تكتب وذكر الخبر الذي نشرته الصحف. قال الشيخ لا بأس في ذلك..!
* هؤلاء الشباب يسألون عن كل شيء من أجل أن يكسبوا المزيد من التضييق على الناس..
إنهم لا يسألون بغية المعرفة والعلم بل إمعاناً في ملاحقة كل جديد حتى لو كان من الواضح جداً إنه مباح.
* كنا نظن أننا تخلصنا من هؤلاء التلاميذ الذين تدفعهم كراهية الناس لمجالسة العلماء ونقل صورة بغيضة لهؤلاء العلماء المنقطعين لعلمهم والذين لا يعرفون عما يدور حولهم إلا من خلال هؤلاء التلاميذ الذين يشوهون الحقائق وينقلونها بصورة خاطئة أو يؤلبون العلماء ضد المجتمع.
* الحقيقة التي نشهدها هذه الأيام أننا بدأنا من جديد نعود لتلك الحقبة..
فتأليب العلماء على المجتمع والناس بات أمراً واضحاً حتى أصبح لبعض العلماء المنقطعين لعلمهم يتلقون معلومات مشوهة وتحتمل التأويلات المتعددة وتتدخل حتى في النوايا.. وهذا أمر لم نعتده في السنوات السابقة.
* نحتاج لعودة إحسان الظن ببعضنا وتقبل ما يستجد بظاهره الحسن حتى يثبت سوءه.. لأن الحياة لا تقبل الوقوف والجمود.. ويكفي ما نعانيه من تناقضات تظهر أغلب شبابنا وشاباتنا في الخارج كائنات مشوهة.. تثير السخرية.. والشفقة في آن..!
* إننا بحاجة إلى السماحة وليس للإفراط أو التفريط.. فديننا وأخلاقنا هما رأس مالنا الذي لا نجازف فيه.
* fatemh2007@hotmail.com