ما سرّ التركيز على شهر رمضان؟ والسنة 12 شهراً في كتاب الله.. منها أربعة حرم...!!

لماذا الحشد لا يكون إلا في هذا الشهر؟

حشد المسلسلات العربية في أغلب القنوات الفضائية!! مسلسل.. يتبع مسلسل.. يليه مسلسل، آخذين بمنهج إحدى القنوات الفضائية (مش حتأدر تغمض عينيك).. وكأن إغماض العين حركة إرادية100%!!

(بيني وبينك) لم أجد من يبرر لي السر، ولا أعني (قانون الجذب) أو (كتاب السر).. بل سر حشد المسلسلات في رمضان.. ولا تحاول إيجاد المبرر لي أو إقناعي.. لأنك لن تستطيع ولو كنّا (كلنا عيال قريّة).

تهافت الكتّاب، والمنتجين، والمخرجين.. أو إصرارهم على الإعداد للعمل وإنجازه لصالح الشهر قديم، قديم جداً.. أي أن التجديد وتبديل الفكرة غير وارد طالما أن المردود المادي من إنتاج المسلسلات مغر.. وهذا المسلسل يعرض حصرياً في قناة (كذا).. و ذاك المسلسل تم تأجيل عرضه؛ وقد كان مقررا له أن يعرض في رمضان وتم التأجيل خشية أن يترتب على العرض مشكلات أو إثارة نعرات قبلية!!

حقيقة أطلت الحملقة في صحفنا الصادرة بعد أن فتشت وفتشت بحثاً عن برنامج مختلف عن السنوات السابقة وتقريبا، لم أعثر على بغيتي المنشودة!!

وبعد أن امتد زمن الحملقة مررت مروراً عابراً على القنوات، وكنت أثناءها أضطر لخفض الصوت فقد كانت حدة أصوات الممثلين فوق المعقول.. حيث بدا لي أن الغالب على المسلسلات مشكلات أسرية، خلافات عائلية، حروب دموية، إعاقة ذهنية.. ولأني قرأت عن إنتاج مسلسل (أسمهان) بيّت النية للمتابعة!! وأمام عشرات القنوات وحشد المسلسلات فشلت في العثور على (أسمهان) وأنا أسترجع في ذهني كتاباً سبق لي اقتناؤه يتطرق لها.. وأخيراً عثرت عليه (أسمهان لعبة الحب.. والمخابرات) لـ سعيد أبو العينين.

كان المسلسل الوحيد الذي أغراني بالمتابعة.. ومع ذلك أتابعه بتقطع لأن علاقتي مع المسلسلات سيئة فكيف بها وقد امتدت حلقاتها إلى 30 حلقة وأكثر!!

تخيل نفسك كلما أمسكت طرف خيط الوصول إلى هدفك، انقطع بك الخيط..!!

الوصول إلى بر الأمان..

الوصول إلى طرف القضية..

ثم أسأل نفسك لماذا انقطع..؟ قضاء وقدر أم بفعل فاعل؟!!

في المسلسلات قطع طرف الخيط تصرف مقصود كي تطول بالمشاهد الحلقات ويبقى ملتصقاً بالشاشة على مدى30 يوماً..!!

لا وقت للزيارات العائلية أو الأسرية.. ولا مجال للحوار المنزلي.. وما من داعي لقراءة الصحف أو تقليب الكتب.. وعلى المشاهد تأجيل عمل اليوم للغد، وبعد غد الغد..!!

لا نقول (فقط) روحانية الشهر.. فلكل شهر روحانية خاصة يعيشها المسلم بمنهجه، وأسلوبه، ومعتقده، وفكره.. ولكن نقول إن العقل لم يعد ينطلي عليه الاستغلال، والاستغفال.. وإلا ما مبرر إفراد صفحة كاملة في صحيفة، بل صفحات للإعلان عن المسلسل والآخر.. فيتضح لنا أن المسلسل أسوأ من الآخر.