القاهرة - مكتب «الجزيرة» - نور الدين محسن - خالد أمين:

لقي 31 شخصاً مصرعهم وأصيب عشرات آخرون أمس السبت في انهيار صخري ضخم أدى لسقوط كتل من الصخور على عشرات البيوت بمنطقة عشوائية في القاهرة. وأشارت التقديرات المبدئية إلى انهيار خمسين منزلاً.

وأرسلت القوات المسلحة عدداً من وحدات الإنقاذ إلى المنطقة للمساعدة في انتشال القتلى والمصابين من تحت الأنقاض كما أخلت السلطات بيوتاً من سكانها في المنطقة خشية سقوط كتل صخرية أخرى عليها.

ودمرت الصخور المتساقطة في عزبة بخيت بمنطقة الدويقة في حي منشأة ناصر في شرق القاهرة كثيراً من المباني المتلاصقة التي تفصل بينها طرق ضيقة قرب طريق سريع.

وفي وقت سابق أرسلت السلطات عشرات من قوات الشرطة ورجال الإنقاذ بالإضافة إلى عربات الإطفاء والكلاب البوليسية لكن السكان الغاضبين اشتكوا مما قالوا إنها استجابة غير كافية من الحكومة في مواجهة الكارثة.وقالت مصادر أمنية إن عشرات الأشخاص مدفونون تحت الأنقاض وأن عمليات الإنقاذ تلاقي صعوبة كبيرة بسبب استقرار كتل صخرية ضخمة فوق بيوت مهدمة.وأضافت أن وعورة المنطقة القريبة من هضبة المقطم لا تسمح بدخول معدات كبيرة لرفع الصخور أو تفتيتها في بعض أنحاء موقع الحادث.

واستدعت السلطات رافعات من شركة مقاولات كبرى للمساعدة في رفع الصخور التي يقدر عددها ب8 صخور تزن كل صخرة منها حوالي 100 طن.

من جانبها قررت النيابة العامة المصرية تشكيل لجنة من هيئة البحوث الجيولوجية بوزارة الصناعة لإعداد تقرير حول الحادث.

وشاهد مراسل حوالي 30 من قوات مكافحة الشغب يحرسون أنقاض البيوت لكن سكانا راحوا يجمعون ما هو ظاهر وسط الأنقاض من أمتعتهم من الملابس والأغطية والأواني وأطباق استقبال إرسال محطات الإذاعة والتلفزيون الفضائية.

وقال رئيس الوزراء أحمد نظيف للصحفيين بعد زيارة لمستشفى نقل إليه مصابون إن معظم الإصابات كسور.

وأضاف أن الحكومة أقامت مساكن لسكان المنطقة وكانت ستسلم لهم خلال أربعة أسابيع لكن (القدر لم يمهلهم). وهناك مئات البيوت المقامة على منحدرات صخرية غير صالحة للبناء عليها في جنوب وشرق القاهرة.

ووصف شهود عيان مشاهد مئات السكان الذين انخرطوا في البكاء والعويل بعد أن تجمعوا حول المكان الذي طوقته قوات مكافحة الشغب وصبوا جم غضبهم وانتقاداتهم على السلطات قائلين إن لهم أقارب وأصدقاء محصورين تحت الركام.