Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/09/2008 G Issue 13128
الأحد 07 رمضان 1429   العدد  13128
أوباما وماكين: سياسات متناقضة
عبد الله بن محمد السعوي

المباراة السياسية الحامية الوطيس, والمواجهة البينية الدائرة رحاها بين باراك اوباما وجون ماكين تتمحور حول ركيزتين أساسيتين في السياسة الخارجية علاوة على قضايا السياسة الداخلية.الأولى قضية الأمن القومي وارتباطه الوثيق بالأوضاع في الشرق الأوسط وجزء منه الموقف من

ضربة عسكرية لإيران. الثانية: هي دور امريكا في العالم وحدود سيادتها على العالم مابين فكرة السيادة ذات الطابع النسبي وعقيدة الهيمنة ذات المنحى الإمبراطوري. حملة ماكين ركزت هجماتها من خلال التأكيد على تواضع خبرات اوباما وعدم استيعابه الذهني التام لمفردات السياسة الخارجية بينما راح اوباما في الجانب الآخر مركزا على ماتضمنته المضامين الداخلية في تصريحات ماكين من أبعاد دلالية تشي بأن رئاسة ماكين ستكون امتدادا تلقائيا لسياسة الإدارة الحالية التي جلبت على أمريكا الكثير من المتاعب,فقادت الاقتصاد الأمريكي إلى أزمة ركود صعبة ضاعفت حجم البطالة,وبددت حلم الطبقة الوسطى الأمريكية بالرفاهية وجودة الحياة, وهبطت بنسبة قبول الأمريكان لها إلى أدنى من %26 العالم الآن أمام نموذجيين متناقضين, فالسيناتور الديمقراطي باراك اوباما والذي يعد نجاحه في اجتياز عائق اللون,والحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي مؤشر على حيوية الديمقراطية الأمريكية وفاعليتها في شرع أبواب الفرص أمام المتميزين سواء كانوا من السود أو البيض, بحسب تصريحاته وأدبياته المتداولة, فهو يولي الجانب الفلسطيني عناية عالية المستوى وسينفق أقصى درجات الجهد فور انتخابه لتسوية الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ومختلف أبعاد الصراع العربي - الإسرائيلي, وقد تعهد بذلك صراحة في خطابه أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية إيباك وهذا ما يرشح أيضا أن يدلف في حوار جاد مع سوريا, أيضا اوباما ندد بالغزو الأمريكي للعراق وأدان هذا الاحتلال الصارخ وشجبه وبأقصى درجات الإستنكاربل اعتبر ان تصويت منافسته على ترشيح الحزب الديمقراطي السيناتورة هيلاري كلينتون لمصلحة قرار الغزو مؤشرحيوي على تضعضع قراءته التفاصيل الراهن, وعلى وهن درايتها السياسية, وافتقادها للرؤية المنهجية التي مافتئت تراهن عليها ولذلك تعهد في حال تربعه على سدة البيت الابيض بسحب القوات الأمريكية في العراق, ووضع حد للأحداث الساخنة التي تموربها أرض الرافدين؛ أما فيما يتعلق بالملف الايراني فهو وان كان يرفض تسلحها النووي, ويضع في اعتباره التهديد الايراني لإسرائيل وهي التي أخذ على عاتقه توفيرالجانب الامني لها, وأغرق في كيل المديح لها وبلاحساب على نحوفاق مدح المتنبي لسيف الدولة!,- ومعلوم أن اسرائيل كانت على الدوام العامل الاكثر حضورا في الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط فضلا عن كونها جزءا من التجاذبات الانتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين - الا أنه يتعاطى مع ذلك بلغة هادئة نسبيا, وفيها الكثيرمن الواقعية ويبدي قدرا كبيرا من الاستعداد للتحاور مع ايران. الصورة ستكون مغايرة في جزء كبيرمن معالمها في حالة فوز السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي حارب في فيتنام وتم اعتقاله على يد مقاتلي شمال فيتنام وخضع للسجن والتعذيب لأكثرمن خمس سنوات, وهوينتمي الى الجناح المتشدد في السياسة الخارجية في الحزب الجمهوري وهو الذي سبق وأن رفع للكونجرس بصحبة زميله السيناتور اليهودي جوزيف ليبرمان مشروع قانون تحرير العراق في أواخر حكم الرئيس بيل كلينتون وقد عرف بتشدده المفرط حيث باشر جهودا مضنية في سبيل تحريض اعضاء مجلس الشيوخ على التصويت لصالح قرار الرئيس بوش الابن بدق طبول الحرب وشن الغزو على العراق وهذا ما يفسر لنا موافقته على البقاء في ميدان الحرب بالعراق ولوكان على مدى قرن كامل اذا كان يترتب على ذلك هزيمة الارهاب وتحسير مده المتصاعد على حد قوله. نعم قلل نوعا مامن حدته وخفف من لهجته التصعيدية في الأشهر الأخيرة و لكن هذه التهدئة ليست مبدأ عاما بقدر ماهي استراتيجية مؤقتة تمليها حسابات انتخابية محضة وماهو الا أن يحقق مكتسباته الانتخابية حتى يعود آيبا لإسترداد روحه المشبعة بالتشدد الذي قد يفضي في حال رئاسته إلى تصعيد احترابي متناهي الخطورة.



Abdalla_2015@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد