عنوان هذه المقالة يعني باختصار أن فتح مدرسة يهدد بإغلاق سجن، ويعني أيضاً أن كل قرش تحجبه وزارة المالية عن حاجة التعليم سوف تضطر لاحقاً إلى إضافته إلى ميزانية السجون. هنا يؤكد التربويون أن تراجع أداء المدارس يعني منطقياً ازدهار سوق الجريمة وتنامي إعداد السجون.
فتش عن أي خلل أمني وأخلاقي ظهر في شوارعنا وستجد أن بداية هذا الخلل ظهرت غالباً في أثناء فترة الدراسة المبكرة وما قبلها، وستجد أيضاً أن المدرسة لم تحاول آنذاك اكتشاف أولئك الطلاب المرشحين لدخول عالم العنف والجريمة، ولم تعمل مبكراً على إعادة توجيههم. خلال الفترة الذهبية من أعمار أبنائنا (فترة التعليم المبكر) تجدنا للأسف نتجاهل ما يتشكل في عقولهم من مفاهيم وأفكار مختلفة ونتعامى عما يتراكم ويستقر في وجدانهم من قيم خاطئة.
واليوم وبعد أن صلبت أعوادهم واشتدت سواعدهم وتم احتلال عقولهم سارعنا إليهم لنناصحهم ونعظهم لننقذ ما يمكن إنقاذه. لقد تفاخرنا كثيراً بالتعليم الثانوي الشامل والمطور والمرن والرائد.. الخ ونسينا بناء وتطوير برامج تعليم مبكر نوعية تؤسس لبناء مهارات عقلية متقدمة ولقيم إنسانية سامية.