تم إنشاء هيئة الأمم المتحدة سنة 1945م بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي بدأت سنة 1939م وانتهت سنة 1945م وقد جاء إنشاء هذه الهيئة كبديل لعصبة الأمم المتحدة التي أنشئت سنة 1919م.
وقد تم توقيع ميثاق هيئة الأمم المتحدة في مدينة (سان فرانسسكو) بالولايات المتحدة الأمريكية من العديد من الدول، وكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي قامت بتوقيع هذا الميثاق من قبل الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- حيث كان يشغل آنذاك منصب وزير الخارجية.
وقد جاء إنشاء هيئة الأمم المتحدة لتحقيق الأهداف التالية:
- حفظ السلم والأمن الدوليين عن طريق اتخاذ ما يؤدي إلى منع الأسباب التي تهدد السلم، وقمع الأعمال العدوانية، وحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم الدولي.
- تنمية العلاقات الودية بين الأمم على مبدأ المساواة بين الشعوب.
- تحقيق التعاون الدولي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية.
- احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية من دون تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو العقيدة.
- اعتبارها المرجع لتنسيق أعمال الأمم من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
وتعمل هيئة الأمم المتحدة وأعضاؤها حسب المبادئ التالية:
- قيام الهيئة بتطبيق مبدأ المساواة في السيادة بين الدول الأعضاء بغض النظر إن كانت الدولة العضو صغيرة أو كبيرة فقيرة أو غنية.
- قيام جميع أعضاء الهيئة بحل منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية تلافياً لعدم تعريض السلم والأمن الدوليين للخطر.
- عدم لجوء أي من الدول الأعضاء إلى التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة دولة أخرى أو استقلالها السياسي.
- امتناع الدول الأعضاء عن مساعدة أي دولة تتخذ الأمم المتحدة بحقها عملاً من أعمال المنع أو القمع.
- عدم تدخل الهيئة في الشؤون الداخلية السيادية للدول الأعضاء وعدم قيام هذه الدول بعرض ما يتعلق بشأنها الداخلي على الهيئة من أجل مناقشتها.
- قيام الهيئة بالتنسيق مع الدول غير الأعضاء للسير وفق المبادئ سالفة الذكر بقدر ما يتطلبه حفظ السلم والأمن الدوليين.
من ناحية أخرى يوجد لهيئة الأمم المتحدة العديد من الفروع ومن أهمها مجلس الأمن الدولي، الجمعية العامة للأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية، ويأتي مجلس الأمن الدولي في المقدمة من بين هذه الهيئات من حيث الأهمية وذلك للسببين التاليين:
- أهمية الأعمال والمسؤوليات المنوطة به فهذا المجلس مسؤول عن حفظ السلم والأمن الدوليين ومن حقه اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك فرض العقوبات التي قد يكون من بينها الحرب، كما حصل بالنسبة للعراق عندما قام بغزو الكويت حيث لم تنسحب القوات العراقية الغازية من الكويت إلا عندما تم استعمال القوة المسلحة ضدها وفقاً لما ورد بالمادة (42) من ميثاق هيئة الأمم المتحدة التي خولت مجلس الأمن الدولي اللجوء إلى التقرير باستخدام القوة المسلحة.
- السبب الثاني للأهمية التي يحتلها مجلس الأمن الدولي هو أن قرارات مجلس الأمن الدولي تتسم بصفة الإلزام فهي قرارات واجبة النفاذ (ماعدا قراراته التي صدرت بحق إسرائيل) فقد أصدر مجلس الأمن الدولي على إثر قيام إسرائيل باحتلال بعض الأراضي العربية في حرب سنة 1967م قرارين يتضمنان مطالبة إسرائيل بالانسحاب من تلك الأراضي ولم تنفذ إسرائيل قراري المجلس بسبب تواطؤ بعض الدول الكبرى معها حيث لم تنسحب من تلك الأراضي باستثناء سيناء المصرية، التي لم تنسحب منها بمبادرة منها بل لم يتم ذلك إلا بعد مفاوضات طويلة ومعقدة بل إنها لم تنسحب من مدينة طابا إلا عن طريق التحكيم الدولي.
ويتألف مجلس الأمن الدولي من خمسة عشر عضواً منهم خمسة أعضاء دائمون يملكون حق (الفيتو) ويعني إسقاط القرارات المقدمة إذا لم تتناسب مع مصالح أحد الأعضاء الدائمين أو عدد منهم، أما بقية الأعضاء العشرة فيتم انتخابهم من الدول الأخرى كل سنة إلا أنهم لا يتمتعون بحق النقص (الفيتو) الذي تنفرد به الدول الخمسة الدائمة وهي الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين.
وقد سبق لألمانيا واليابان أن طلبا الالتحاق بالعضوية الدائمة لمجلس الأمن ولم يبت في طلبهما بعد والسؤال الذي يطرح نفسه هل تطلب إحدى الدول الإسلامية الفاعلة أو تتفق الدول الإسلامية في إحدى مؤتمرات قمة المؤتمر الإسلامي على ترشيح إحدى الدول الإسلامية لتكون عضواً دائماً في مجلس الأمن وبالتالي تكون ممثلاً للمسلمين في هذا المجلس الهام؟
إن هناك العديد من الدول الإسلامية الفاعلة والمؤهلة لتمثيل المسلمين في هذا المجلس وهي:
- المملكة العربية السعودية: باعتبارها قبلة المسلمين إضافة إلى كونها من أهم الدول المنتجة للطاقة.
- باكستان: لكونها دولة نووية.
- مصر: لكونها أكبر الدول العربية من حيث السكان ولإرثها التاريخي.
- إندونيسيا: لكونها أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد السكان.
وهناك ميزة مشتركة بين هذه الدول وهي أنها صاحبة سياسة متعقلة ومعتدلة.
من ناحية أخرى فإن الأمة الإسلامية تستحق المعقد الدائم في مجلس الأمن الدولي للأسباب التالية:
- كونها أمة معروفة ويمثل تعدادها نسبة كبيرة من سكان العالم (1500) مليون مسلم.
- كونها صاحبة إحدى الديانات الثلاث الرئيسية في العالم وهي الإسلام الحنيف.
- كونها صاحبة حضارة عريقة وقد وضعت حضارتها الأرضية الواسعة للحضارة المعاصرة.
- كون العديد من الدول الإسلامية من الدول المؤسسة لهيئة الأمم المتحدة.
- كون بعض الدول الإسلامية من أهم الدول المنتجة للطاقة والاحتياطي لها.
- إن هيئة الأمم المتحدة قامت على أساس اتحاد الأمم والأمة الإسلامية هي إحدى هذه الأمم، ولذا فإن أعضاء مجلس الأمن الدولي الحاليين يمثلون الأمم المشهورة كالروس والصينيون والدول اللاتينية ويمثلها فرنسا والدول الأنجلو سكسونية ويمثلها الولايات المتحدة وبريطانيا.
- إن اللغة العربية هي إحدى اللغات الست المعتمدة في هيئة الأمم المتحدة فالمفترض وجود عضو من بين الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي ممن يتحدث بهذه اللغة وهم العرب وكثير من المسلمين.
- إن من شأن وجود عضو دائم في مجلس الأمن من الدول العربية أو الإسلامية المساهمة في حل المشاكل التي تهم العرب والمسلمين.
فهل يتحقق هذا الأمل؟ نأمل ذلك.
asunaidi@mcs.gov.sa