عندما تسرد قصة يتحدث بها أكثر من طرف لابد وأن تذكر صيغة (قال) أو (قالوا) ولابد أن ترد منها ب(قلت) لتكتمل صورة تفاصيل القصة. |
(القولين) شطران لا تكتمل القصة إلا بهما.. |
لذلك نهج كثير من الشعراء على تقديم القول ورده عبر أبياتهم الشعرية وربما أنهم وضعوه من باب ابتكار طريقة يوصلون بها ما يجول في خواطرهم بهذه الطريقة التي تحمل إثارة خاصة.. وفي الغالب تحمل مضمون (السؤال). |
الأمير الراحل سعود بن بندر صاغ (غلا) من يحب بطريقته الخاصة، طرح سؤالهم وفاجأهم بإجابة مترادفة غدت مثلاً حيث يقول: |
قالوا تحبه؟؟ قلت ماهوب بالحيل |
بس أنه أغلى شوي من نور عيني |
ويجيب شاعر الوطن خلف بن هذال على تساؤل باستنكار كامل صاغه بسؤال حيث يقول: |
قالوا توادع؟ قلت يا صعب الوداع |
وشلون أوادع من معه قلبي وديع؟ |
فهد عافت ابتعد عن صيغة السؤال.. لذا نبه بطريقة أخرى حيث وضع ما قاله من ضمن سياق قصيدته كاستثناء، ثم استقبل رد الطرف الآخر الذي كشف الإبهام الذي طرحه حيث يقول: |
قلت رحلتنا تبي سكر وترنيمة أغاني |
قالت هات الأغاني واترك السكر عليه |
عناد المطيري رسم صورة مكتملة لحديث طويل اختصره في بيت شاعري يحمل أسئلة وإجابات وتعجب بطريقة جميلة جداً ومبتكرة حيث يقول: |
قلت وين الحبايب قال ما هم قريب |
قلت يا قلب كانوا في ضلوعي هنا |
فهد المساعد نجح هو الآخر في توظيف (القولين) بطريقة عكسية تحمل إيحاء غير مباشر لحديث عاشقين بطريقة ذكية حيث يقول: |
قال: أنا كني غريب ضيع دروب المدينة |
قلت: أنا كني مدينة تنتظر رجعة غريب |
هكذا يكون الحديث الشاعري عندما يكون (مقطعاً) أو فاصلاً في قصيدة يحرض الشعراء من خلاله المتلقي للوقوف على قولين مختلفين لكنهما تتفق على إكمال الصورة الشعرية بألق خاص وجذاب. |
|