فقدت أنا وإخوتي أكثر من 12 سائقاً وخادمة في عمليات هروب متتالية عرفنا فيما بعد أن معظمهم انتقلوا إلى جدة حيث الرواتب الأعلى، وبحسب علمي فإن السائق يحصل على راتب أعلى وسكن رديء رخيص جداً في العشوائيات حيث البعد عن عيون رجال الجوازات، أما الخادمات فعلمنا أن حظهن أكثر من سيئ حيث الحبس في الغرف ليقمن بدور المومسات اللواتي يقضين شهوة الزنا من العمالة مقابل دراهم معدودة، والكثير الكثير ممن هربت عمالته عرف أن جهة الهروب كانت المنطقة الغربية حيث تنتشر أكثر من 60 عشوائية تشكل المأوى لهؤلاء الهاربين والهاربات.
وإذا كنا نحن أهالي منطقة الرياض والمناطق الأخرى كما نسمع جميعاً لحق بنا ما لحق من عشوائيات منطقة مكة المكرمة البعيدة نسبياً عنا، فما بال أهالي منطقة مكة المساكين؟ حسب علمي أن العشوائيات ومشاكلها الخطيرة والخطيرة جداً أصبحت عائقا كبيرا أمام تنمية منطقة مكة عموما ومدينة جدة على وجه الخصوص التي تحظي بحوالي 54 عشوائية تشكل أكثر من ثلث أحياء مدينة جدة (غير)، وكلنا يعلم مكانة منطقة مكة السياحية، حيث تسعى حكومتنا الرشيدة لتنويع مصادر الدخل بتنشيط القطاع السياحي الذي يشكل رافدا كبيرا للاقتصاد الوطني إذا ما أحسن استخدامه، وهو قطاع كبير ومولد للفرص حيث من المتوقع أن يوفر هذا القطاع حال تطويره ملايين الفرص الوظيفية لمجتمعنا الشبابي الباحث عن الفرص الوظيفية.
معالجة العشوائيات قضية تحظى بإرادة سياسية قوية مدعومة بإرادة شعبية قوية أيضا على اعتبار أن بقاء هذه العشوائيات ونموها وتزايدها سيجعلنا أمام مخاطر متفاقمة صعبة الحل تتطلب أضعاف ما تتطلبه حالياً من الوقت والجهد والمال الآلام التي علينا أن نتحملها كحكومة وكمجتمع اليوم قبل الغد كضريبة لتساهلنا مع نشوء هذه العشوائيات ونموها.
صناع الرأي والعاملون في الوسائل الإعلامية وهم من يشكلون الرأي العام كما أنهم من يدعمون نجاح مشاريع المعالجة أو يعيقونها من خلال ما يكتبون وما يطرحون من مقالات وتحقيقات وتقارير قاموا بتناول قضية العشوائيات والمشاريع العلاجية بعشوائية تنم وللأسف الشديد عن ضعف الجهد المبذول لمعرفة وفهم قضية العشوائيات فهما عميقا، حيث طغت الآلام المتوقع أن تصيب سكان العشوائيات نتيجة المعالجة على الآلام المتوقع أن تصيبهم وتصيب المجتمع والوطن في حال تفاقمها نتيجة للتأخر في معالجتها، وأعتقد بأنه بات من الضروري أن تقوم أمانة محافظة جدة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني المملوكة من قبل الأمانة والمعنية بمعالجة العشوائيات، والشركات العاملة في هذا المجال والمعنية بتطوير تلك المناطق بضخ معلومات دقيقة ومتواصلة من أجل تشكيل رأي عام داعم ومحفز للإسراع في معالجة العشوائيات الكثيرة والخطيرة بأسرع وقت ممكن، كما عليها أن تبين كيفية التعامل مع سكان هذه الأحياء السعوديين والمقيمين النظاميين وغير النظاميين، لكي يحصلوا على الدعم الإعلامي المساند كما هو متوقع حال اتضاح الصورة.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7842» ثم أرسلها إلى الكود 82244
alakil@hotmail.com