كتب - خالد بن عبدالله:
بالأمس أسدلت جميع القنوات الفضائية العربية ستار برامجها ومسلسلاتها بعد شهور طوال من الإعداد والتنفيذ والشد والجذب.
ولأن المشاهد السعودي هو عمود (الارتكاز) لأغلب القنوات فإن قناة mbc فتحت (ملعبها) لمنافسة شرسة أبطالها ستة من أبطال الكوميديا في السعودية. ففي الجهة الأولى يقف ناصر القصبي كواحد من أهم وأفضل فناني الكوميديا في السعودية والوطن العربي والذي جاء أداؤه في الحلقة الأولى من (كلنا عيال قريّة) متواضعا مشتتا، وهو (القصبي) الذي رمى قبل شهرين من الآن إشارات لتواضع العمل وتخوفه من الفشل حين قال في تصريحات صحافية ونشرناها هنا قوله: (أشعر بالقلق هل سيتقبل الناس ذلك؟) ويضيف أن المشاهدة لن تكون عفوية لأن المشاهد قام ببرمجة مزاجه على أن القصبي والسدحان سوف يقدمان ما هو أقوى من (طاش).
ويتصور القصبي أن المشاهد سوف يقف على ساق واحدة أثناء مشاهدة المسلسل ولسان حاله يقول (ماذا سيقدمون؟).
ويضيف القصبي (نحن لا نعد بشيء كل ما سنقدمه هو دراما بسيطة لكن لا تعني بساطتها أنها تافهة).
وفي المسلسل الذي تتصل حلقاته بقصة واحدة لم يتم استحضار شخصيات طاش الشهيرة مثل فؤاد أو أبو مساعد على سبيل المثال وذلك لتجاوز أي شبهة تشير إلى وجود امتداد بين (طاش) و(كلنا عيال قريّة).
فيما اختفى (تماما) أي ظهور لـ(عبدالله السدحان) ولا نستطيع تقييمه بالإيجاب أو السلب نظراً لندرة ظهوره وإن كانت المؤشرات تصب باتجاه القصبي الذي كان بادياً عليه التشتيت وعدم الإمساك بالشخصية وتملصها منه في أغلب الأوقات.
المخرج الأردني موفق الصلاح هو الآخر ضاع وسط زحمة العمل والفراغ الكبير في المشاهد فاضطر إلى التمطيط وربما (مؤكد) أنه لم يكن له أي دور في القرار فيما واصل السدحان والقصبي فرض سيطرتهما على العمل بجميع تفاصيله.
بيني وبينك البداية (المتراصة) في المقابل فقد بدأ مسلسل بيني وبينك في نسخته الثانية بداية قوية وإعلان مباشر عن المنافسة حتى أن مقدمة المسلسل (الشارة) ماثلت شارة طاش فيما كان المخرج السوري أيمن شيخاني موفقا إلى حد كبير في حركة الكاميرا وتسلسل المشاهد وتناغم إيقاعها وكانت صورته جيدة وكذا حركة الكاميرا وحبكة في السيناريو، فيما عاب على الفنان حسن عسيري (الإغراق) في اللهجة المحلية الجنوبية والإكثار من المصطلحات الغارقة في الجنوبية (التهامية) فيما المسلسل يخاطب ملايين العرب وليست قناة محلية.
أما فايز المالكي فقد كان دوره متواصلاً ومتناغماً مع أدواره السابقة مع تطور كبير في الأداء ومراوحة في بعض المصطلحات الكوميدية التي كررها في غالبية مسلسلاته ومسرحياته السابقة.
فيما يظل الدكتور راشد الشمراني فناناً كوميدياً خطيراً (يلسع) المشاهد بجملة غير متوقعة وهدوء كبير يسبق عاصفة من الضحك قد تستمر حتى اليوم الأخير من رمضان.
اليوم كانت البداية وحكمنا هنا ليس قطعياً فربما مالت كفة هذا على ذاك وربما واصل المتواضع تواضعه وتمكن الناجح من تفوقه.. والأيام دول واليوم ما زلنا في الأيام الأولى لرمضان.