لا نستغرب مقارنة تحدث بين الفرد، والفرد الآخر في العائلة.. بل إنه أمر متوارث أباً عن جد.. وإن لم يستسغه العقل أو المنطق..!!
مقارنة الشيء بالشيء: الشكل.. الصوت.. الأسلوب.. الفكر.. المنهج.. التصميم.. الإمكانيات.
عندما تكون سياحتك سعودية، وتختار الوطن
كمقصد سام لوجهتك، مبتغياً بذلك أكثر من أجر، ومحافظاً على أكثر من خلق، فإنك بلا أدنى شك ستعود بنفس مطمئنة ووجه مشرق لم تكدره مكدرات الحضارات المختلفة التي تجاوزت كل خلق وحطمت كل قيم، فلم تبقِ على شيء يمكن أن يضاف إلى توافه الأمور أو منغصات الفضيلة إلا وقد حفلت به وأجبرت الآخرين أن يحتفوا به ومن حر أموالهم وأوقاتهم، والعجيب أن العائدين من تلك السياحة الأجنبية يعودون وقد تأكد لهم عظم المعاناة وشظف العيش ومع ذلك فهم يصرون على أن السياحة الخارجية أفضل..؟! مقدمة أردت بها الحديث عن السياحة الداخلية ومع الأمير خالد الفيصل تحديداً، ذلك الأمير الذي أراد الله له أن يكون مع السياحة أينما اتجه، ففي عسير كانت هناك وجهة سياحية أبلى فيها بلاء حسناً، ولاقى ما لاقى من عناء طوال أربعة عقود من الزمن حقق خلالها للمنطقة نهضة يشهد الحاضر على تميزها رغم المعوقات الصعبة التي كانت تقف في طريق مهندس هذه النهضة، واليوم يأتي لمنطقة هي وجهة قد لا تكون سياحية بالمعنى الصحيح ولكنها أعظم من أن تكون كذلك بتعاقب مواسم تقصد أكثر من مرة على مدار العام، وبأعداد تقدر بالملايين من جنسيات وثقافات مختلفة وإن كان يجمعها جميعاً الإسلام إلا أنها تبقى ثقافات مختلفة وطبقات اجتماعية متفاوتة تفاوتاً كبيراً جداً.
وهي أيضاً وجهة سياحية مختارة للمواطن السعودي والخليجي بمصايفها المتميزة سواء في الطائف بشفاه وأوديته الجميلة أو في الهدى الذي يجمع الجميع على أنه خيار سياحي فريد لو أعطي مزيداً من الاهتمام من الدولة ورجال الأعمال، وكذا القرى والهجر القريبة من الطائف التي تحتاج إلى جهود كبيرة لتتحول إلى مناطق سياحية راقية لتوافر عناصر الجذب السياحي هناك، أو محافظة جدة عروس البحر وملتقى الجمال ذات الخيارات السياحية المتعددة والمتنوعة ولا تحتاج إلا إلى حزم وعزم وهذه صفات (خالد الفيصل) وقد لمست خلال زيارتي لها الأيام الماضية حزم هذا الامير مع منغصي استمتاع العوائل بروعة البحر سواء من الشباب الذين كانوا خلال السنوات الماضية يكدرون على العوائل جميل استمتاعهم، أو هؤلاء الذين يسببون لمرتادي البحر الأذى بهذه (الدبابات) والحيوانات المختلفة التي جميعها تفسد البيئة وتنغص الاستمتاع بجمال البحر، وأعلم أن جدة تحتاج إلى حزم مختلف من كافة الوجوه، حزم مع القطاع الخاص الذي يسعى إلى تضييق الخناق على هذه المدينة بحجبها بشكل أو بآخر عن متنفسها الأهم (البحر) وأيضاً مع الإدارات الحكومية التي تعد متخلفة عن الركب الحضاري بل متقدمة في التخلف ولا أريد أن أزيد، إن مدينة جدة إذا لم يتداركها أمير المنطقة فقد تختنق وتتلف رئتها ويتوقف قلبها وعندئذ لن يجدي معها أي إنعاش يعمل لها، أكتب وأنا جازم بأن قابل أيام منطقة مكة بشكل عام سيكون مشرقاً مختلفاً كلياً لوجود هذا الأمير الذي من أول يوم وطئت قدماه المنطقة كأمير لها وهو يسعى من أجلها بكل ما أوتي من فكر ناضج وتجارب متراكمة، وكما أسلفت فقد شاهدت بصمات سموه في بحر جدة وكذا في مدينة الطائف التي أعشقها كثيراً وأتمنى لها الازدهار والتقدم السياحي بالبصمة السعودية الخاصة.
شكراً ل(خالد الفيصل) وكفى.
Almajd858@hotmail.com