Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/09/2008 G Issue 13123
الثلاثاء 02 رمضان 1429   العدد  13123

دفق قلم
بانت سعاد
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

أهدى إليّ فضيلة د. سعود بن عبدالله النفيسان كتابه القيمِّ (توثيق قصيدة بانت سعاد في المتن والإسناد)، فبادرت إلى قراءته شغوفا بما سيورد من أدلةٍ علمية تؤكد ما ورد من قصة إلقاء هذه القصيدة أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجده، وهي قصيدة شهيرة نالت من الاهتمام قديماً وحديثاً ما لا يخفى.

وتوقعت أن أجد عملاً موثقاً منضبطاً بضوابط التخصص الشرعي الذي نحتاج إليه كثيراً في إثبات بعض ما يرد في كتب السيرة والتاريخ، فالدكتور سعود -وفقه الله- أستاذ في قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض سابقاً، وهذا يعني أن مثل هذا العمل لن يخرج من بين يديه إلا موثقاً محققاً.

وقد صدق -ولله الحمد- توقُّعي، لأن الكتاب تضمن من التوثيق لأسانيد رواية هذه القصيدة وقصتها ما يؤكد صحَّة ما روي من خبرها، ومن إلقائها أمام أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، ومن حصول كعب بن زهير على بُرْدة الرسول -صلى الله عليه وسلم- جائزةً عليها.

ومما ورد في مقدمة المؤلف قوله: ولئن سبقني غيري في شرح القصيدة متناً، فلقد شرفت بتوثيق إسنادها، واستنباط فقهها فيما لم أجده مجتمعاً لغيري من قبل، وذلك من فضل الله عليَّ.

إنَّ هذه العبارة الواثقة لدليل على الجهد المبذول من فضيلة د. سعود في التوثيق، والشرح، وهذا يزيد من ثقة القارئ في معلومات الكتاب، ويجعله مطمئناً إلى ما وصل إليه من النتائج.

ولكني توقفت قليلاً عند (تعميم) هذا الحكم، لأنني تذكرت أن أستاذي د. عبدالقدوس أبو صالح الرئيس العام لرابطة الأدب الإسلامي قد سبق له أن أعطاني صورة من كتِّيب قديم يحمل عنواناً خاصاً بتوثيق سند رواية قصة كعب بن زهير وقصيدته، وعلمت منه في حينها أن هذا الكتيب في مكتبة فضيلة الشيخ (حامد الأنصاري) في المدينة المنورة، ولقد حاولت العثور على تلك الصورة من هذا الكتيِّب فلم أتمكن، فأحببت أن أذكِّر بها فضيلة د. سعود، فلربَّما أضافت له جديداً في طبعة كتابه القادم.

من أهم ما يميز كتاب (توثيق قصيدة بانت سعاد) أنه أورد عدداً من الأسانيد لعدد من الرواة والحفاظ، ثم تناولها بالتحقيق والنقد والتمحيص موضحاً ما هو مرفوع وما هو موقوف، أو مقطوع، من تلك الأسانيد، معلِّقاً على ذلك، متحدثاً عن الرواية وصاحبها، فهو حينما ينقل القصيدة برواية (الحافظ ابن ديزيل)، يأتي بالرواية ثم يترجم للراوي، ثم يتحدث عن رجال أسانيد ابن ديزيل، ناقلاً آراء العلماء بالرجال والأسانيد فيهم، كالذهبي وابن حجر العسقلاني وغيرهما.

وفي الكتاب حَصر (للقصائد المنظومة على منوال قصيدة بانت سعاد عبر التاريخ.

كتاب جميل فيه عمل مشكور، وفيه ما يتحف ذهن القارئ من المعلومات المتعلقة بهذه القصيدة المتألقة.

إشارة:

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند بن سيوف الله مسلول

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد