الصقنقور لمن لا يعرفه: هو فصيلة من السحالي صغيرة الحجم تعيش في الصحاري الجافة والرملية غالباً، ولديها مهارات فائقة في المناورات والتخفي وسط الرمال بل والتزلج والتلوي تحت سطح الكثبان الرملية، والأعجب من هذا أنها تنطلق بسرعة عالية وتتقن الروغان والانكفاء باتجاه آخر وربما معاكس، والمذهل أنها مع هذه السرعة والانعطاف الخطر تستطيع الانغماس في الرمل بحركة عكسية، أي باتجاه الذيل، وهذا ما كان محل اهتمام أحد الأصدقاء من محبي الرحلات البرية ولكثرة مراقبته لقدرات هذا الحيوان الظريف والخبيث في آن واحد قرر أن تكون رسالته لنيل درجة الدكتوراه عن (الصقنقور) وليس غريباً أن تحظى هذه السحلية بهذا الاهتمام فقد سبقتها حشرة تسمى (ذبابة الفاكهة) بأن تناول أحد طالبي الدكتوراه دورتها الدموية فقط دون بقية شؤونها، وبودي أن أدرك هذا الدكتور الشاب فقد أجده وقد تقلد احد المناصب ماهراً في استثمار مركزه بقدر مهارة صقنقوره، وهو يخترق ثغرات النظام كما استطاع الصقنقور التنفس بين حبيبات الرمل المتراكمة فوق رأسه، وكأني به محترفاً للمراوغة وتصريف المراجعين، والانكفاء جنباً وعكس التيار كلما أوجس ضغطاً من الأنظمة والقوانين الوظيفية فيروغ منها كما يروغ الصقنقور ويختفي ويظهر، ويطفو ويغطس حسب مزاجه هو لا حسب مصلحة العمل والمصلحة العامة، ولديه حاسة قوية تنذره بأولئك الذين يمكن أن ينظروا لكرسيه نظرة مريبة، ناهيك عن أن ينالوا شيئاً من بريقه الوظيفي ولمعان منصبه، فكيف يمكنهم ذلك وهو الصقنقور المتمرس بهذه الفنون؟!.