يطل نجم سهيل
يرسل نسائم الشمال على صحراء نجد..
يعلن عن رحيل سخونة الرمل وريح السموم في مساءات الصحاري النجدية القاسية..
** يرسل نجم سهيل
ذعذاعاً.. يجعلك تخرج في عصرية متأخرة إلى هذه النفد الممتدة.. هذه التلال الرملية الحمراء.. تمسك بعصا غضا وترسم على الرمل أحلاماً جديدة.. كنت تتقن رسمها.. وتتقن جعلها حقيقة ماثلة..
** يسطع نجم سهيل في صفاء الليالي النجدية.. ويكور في حلقك غصة.. تذكر فيها حكاياتك القديمة.. وثرثرة الطفولة ومشاغبات التفاصيل اليومية..!
** لا نكف عن خلق المناسبات
لنستنهض لواعج الشوق لأيامنا وحكاياتنا.. كلما أمعنت الحياة في إبعادنا عنها..
وكلما أصبحنا أكثر عجزاً عن استعادتها أو القبول بعودتها..
كلما تمكن الحزن منا أكثر.. فنحن نترك خلفنا إرثاً باهظاً من الزمن الجميل..
** لماذا نتذكر..
هل هو رفض للحاضر.. هل هو عدم قبول بالتغير في التفكير.. هل هو عدم تواؤم مع ركض المدن وسماواتها المكتظة بألوان طيف الإعلانات.. تلك التي تحرمنا من مجرد التفكير برفع رؤوسنا نحو السماء تتبع نجم سهيل!
** تخرج نحو الأطراف
تبتعد أكثر تستهدي بضوء نجمك سهيل.. يهيّض عليك شوقك نحو نجد (العذية) رمل ونجوم وذعذاع بارد.. لكنها في قصائد الشعراء تستحيل إلى شيء آخر.. لا يدركه إلا من تربى على حبها وتمكن منه نسخ رملها..
** تعود إلى نجد
وكأنك قد غادرتها العمر كله..
هذه الصحاري..
تحدثك.. وتهجس لك بما لا تقوله إلا لك أنت.. فهي تعرف سحنات أهلها جيداً..!
** أعود إليكم معبأة بالشوق إلى الحبر.. واللغة والكلمات الطازجة كل صباح..
وإلى العيون التي تقرأ وهي تدرك أنني واحدة منها لي ما لها وعلي ما عليها.. نستفيء ظلاً وارفاً في وطن جميل.. نغار من كل جمال في البلدان الأخرى ونود أن يكون لنا مثله..
العيون التي تقرأ بحسن ظن ويقين بأننا كلنا (عيال قرية) على رأي السدحان والقصبي في عملهما الذي ننتظره..
وبما أننا (عيال قرية) فأنا لا أعدكم أن أكون مثل نجم سهيل الذي أعود إليكم مع عودته.. فلا أود أن أكون ذعذاعاً بارداً دائماً وإن كنت سأسعى إلى ذلك.. إنني أتوق لأن أكون تياراً ساخناً يذيب الكثير من كرات الثلج التي كبرت وتكورت حتى سدت حلوقنا وسببت لنا حوادث اختناق في التنفس.. وتكاد تزهق أراوحنا.. معنوياً ومادياً.. كل عام وأنتم بخير.. ورمضان كريم.. ودعوات بحجم الصحاري الشاسعة بالتوفيق للجميع..
fatemh2007@hotmail.com