صديقي العجوز شايش
لا يعرف برويز مشرف
ولا يهتم بحامد كرزاي
ولا يأبه لجورج بوش
ولا يعرف من هو مدفيديف أو ساركوزي
ولا من هو كي مون
ولا يعرف من هي بناظير بوتو
أو فينوس
أو كيلوباترا
أو زليخا
أو انديرا غاندي
أو زنوبيا
أو انجيلا ميركل
أو كوندليزا رايس
ولا يعرف أن يقع مقر الأمم المتحدة
ولا أين هي جبال تورا بورا
وما سبب الأزمة في زمبابوي
أو في تبليسي
وما هو الجيش الأحمر
وماهي أهدافه أو تطلعاته ولا إلى أين ينتمي
ولا يعرف من هم الإخوان المسلمون
ولا القوميون العرب
ولا البعثيون ولا شعارهم الشهير (أمة واحدة ذات رسالة واحدة)
ولا عسكر القبعات الزرق
ولا الخضر المدافعون عن البيئة
ولا جيش الرب المسيحي
ولا منظمة ايتا الإسبانية
ولا جبهة مورو الفلبينية
ولا يعرف (ميتافيزيقيا) الاستشراق (لادوارد سعيد)
ولا الماهيات
ولا المطلقات
ولا الشوفينيات الايدلوجية
والكتابة السوريالية
ولا الرؤية الاستشراقية الفيلوجية عند (ماسينون) القائل
(إن الغرب بحاجة إلى الشرق ولمقابلته في حركة النهضة وتجديد دمه)
ولا من هو (عبدالله الغذامي) الذي أعلن رجعية الحداثة عند (ادونيس)
ولا من هو الصيني (هاي دويكوان) صاحب رواية (الخفاش والبعوض)
ولا من هو (بل جيتس) امبراطور المال والمعرفة
ولا يعرف فن (الريبورتاج) المكاني
ولا بلورة (الالتوسي) الخرافية في قراءة الأبراج وادعاء معرفة الطالع
ولا يعي الخوف الميثلوجي
أو الطب البيولوجي
أو الفوبيا النفسية
ولا يعرف الرسام الكبير (ليوناردو دافنشي)
أو الآخر الهولندي (فان كوخ)
ولم يقرأ لوحات (بيكاسو) الشهيرة
ولا يفهم علوم (الباراسايكولوجي) للعلوم الفيزيائية والكيميائية وكتواصل
لحالة التطور الإنساني
ولا يعرف الفقيه الفرنسي (باتيفول)
ولا يعرف فن التجريد وعمليات الاختزال والتشفير
ولم يقرأ ل(محمد الدميني) أو (محمد الثبيتي)
ولا يعرف من هو (انطوان تشيخوف) صاحب مسرحية (أغنيات التم)
ولا يعرف ثورة (غوتبرينج) أي الكون الغوتبنري على حد تعبير (ماك لوهان)
***
لأنه في حقيقة الأمر عاش حياته التي قاربت (السبعين عاما) وحيداً يؤنس
وحدته ثغاء الشياه
ونباح كلبه الأبيض
هرباً من بؤس وقساوة المجتمع
صديقي العجوز شايش
ناقد وأكاديمي على الفطرة
يقطن في بيت خشبي قديم متهالك
يملك رؤى ونظريات غير مزيفة وغير غامضة جعلته يعيش عزلة تامة
يكره عنوسة المرأة
وطلاق المرأة
وظلم المرأة
وجبروت الرجل المستبد
ويؤمن بأحقية المرأة بالمشاركة في كل مناحي الحياة
وهو ضد عزلها ووأدها
وهي عنده ليست فقط:
عطر
وشال
وأحمر شفاه
بل مملكة للحب
وقنديل ينزف بالضوء
ومطر يزيل غبار السنين المتراكم
وهي عنده سنبلة عطاء
وفراشة أمل
صديقي شايش
يكره ظلم الطفولة البريئة وتعذيبها
وكيها بالنار وضربها بالسياط وتعليقها على الأبواب
ويعلق بأن هؤلاء الناس الذين يذبحون الطفولة ليسوا بشراً
ولا في قلوبهم رحمة ورقة ولا يفقهون معاني الإنسانية شيئا
صديقي شايش
يكره التناقضات الاجتماعية والتمثيل بوجهين:
وجه جميل
ووجه آخر قبيح
ويكره النفاق الاجتماعي
والوصوليين للأهداف والأغراض عن طرق الرياء والتدليس
صديقي شايش
يكره الفقر
ويكره الحاجة
ويكره التلون كالحرباء
ويكره الثرثرة وجلد ذوات الآخرين بسياط الغبن والاستهزاء
ويكره الفوقية والتعالي
ومحاربة الناس قولاً وعملاً
صديقي شايش
يئن الآن في فراش المرض وحيدا ولا من معين يمنحه (كبسولة) دواء
أو شربة ماء
تحرق وجهه الشمس
وتجلده رياح السموم العاتية
إنه العقوق الاجتماعي
والتبلد الحسي
واللهاث وراء الماديات الزائلة
دون الحد الأدنى من مساعدة الناس لبعضهم وتفقد احتياجاتهم
صديقي شايش
أيها الأنصع والأبهى والأجمل من البياض نفسه رغم سمرتك
سأقف على رأسك مساعدا ومعينا
وملبيا لكل احتياجاتك
حتى يفعل الله أمرا كان مكتوبا
ranazi@ume.com.sa