كنت في مناسبة عند أحد الفضلاء ودار الحديث عن الزواج والمطلقات والأرامل وعجبت لكلام أحد المشتغلين بالتوفيق بين رأسين بالحلال عن تنامي زواج المطلقات والأرامل المنجبات وبالذات العاملات وقال إن جل من يطلب امرأة أخرى للزواج يرغب أن تكون منجبة وملمحاً غير مصرح بعدم رغبته في الإنجاب منها ويرتب معها موعد المبيت أشبه (المسيار) وغير ممانع من بقاء أولادهما معها وهذا الزواج يلاقي رغبة من المطلقات والأرامل المنجبات حيث لا يرغبن بالإنجاب مرة أخرى وغالباً ما تفضل أن تكون زوجة ثانية أو حتى ثالثة ويظهر أن القصد من هذا الزواج هو قضاء الشهوة الحلال ولا أدري ما سبب عدم رغبة الطرفين في الإنجاب؟ إلى فترة وجيزة وبحسب معايشتي لأحوال الناس لم تكن المرأة العاقر مرغوبة للرجال والرجل يرى فيها حياة ناقصة حتى مع وجود زوجة أخرى له منها ذرية فلا حياة ممتعة بدون إنجاب أولاد يتوجون الرابطة الحميمة بين الزوجين وظلت الفتاة البكر هي المطمع وهل هو أمر يتعلق بالغيرة أم لأن فؤادها خالٍ من أي عشق قديم كما أن المطلقة أو الأرملة غير المنجبة تأتي في الدرجة الثانية أما المطلقة والأرملة المنجبة فغالبا ما يكون أولادها سبب شقائها بحرمانها من الزواج مرة أخرى خشية أن تفقد حضانتهم إن لم يقصدها من حرم نعمة الذرية والأرملة لا تجد بداً من الزواج من أخ الزوج والقصد الأسمى هو رعاية أولاد أخيه.. اليوم هل تغيرت النظرة؟ وإن كان فكيف ولماذا؟ هل تكاليف الحياة ومشاغلها سبب في الإحجام عن إنجاب أطفال أم أن الزوجين يرغبان في جو هادئ طالما أن عاطفة الأبوة والأمومة قد شغلت بأطفال لهما ولو من غير بعضهما، لو نظرنا إلى طبيعة الرجل لوجدنا أن شهوته تغلب عاطفته أما المرأة فعكسه تماما وبالتالي لو ظهر للرجل بعد فترة أن ما أقدم عليه نزوة ورغب في العودة إلى حياته الأخرى لم يجد ما يربطه بهذه الزوجة إلا عقد يحله بقوله أنت (طالق) والسلام بينما المرأة ترى في هذه النتيجة نكسة جديدة ولا سيما لو كانت مطلقة وبالتالي جرح عاطفي جديد وقد تكون هذه النتيجة أسهل من الخروج بأطفال وبالتالي شتات في كل اتجاه نعم الزواج والطلاق أمران مشروعان ولا يدري الإنسان أين نصيبه ولا يعلم أحد الخيرة مع من ولكني أتساءل يا ترى أهذا الزواج قابل للاستمرار وهل تستطيع المرأة أن تكبح عاطفتها؟ سبحان مغير الأحوال.
- عضو الجمعية الفقهية السعودية
Dr_almarshad@hotmail.com