تعيش بلادنا الحبيبة هذه الأيام الذكرى الثالثة لبيعة مولاي خادم الحرمين ملك القلوب الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظهما الله - وخلال الثلاثة أعوام شهدت مملكة الإنسانية مناسبات عدة كان أبرزها الجولة الميمونة التي قام بها خادم الحرمين في جميع مناطق ومدن المملكة والتي أثبتت مدى عمق وقوة التلاحم بين الحاكم والمحكوم ومبدأ الإصلاح الحقيقي الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين وولي عهده.

وكان لخادم الحرمين مقولات قالها في مناسبات عدة، وما يثير الانتباه أنها شاملة بين السياسة والاجتماع والدين وفلسفته الشخصية، فعندما يقول: (ثقتي بربي تجعلني دائماً متفائلاً ولا يدخل اليأس إلى نفسي) ما هي إلا فلسفة رجل متدين مؤمن بربه قبل كل شيء وثبات عقيدته في داخل ذاته - حفظه الله -، ونظرته للحياة التفائلية التي تجعله رجلاً محباً للحياة، فالتفاؤل وحده لا يكفي وإنما بالعمل، فهو يعمل بشكل دؤوب لخدمة وطنه ودينه. (أحترم من يحترمني، وحتى من يختلف معي أحترمه ما دام ذلك ينطق من مصلحة الأمة) ما هي إلا دعوى واضحة وصريحة للحوار البناء فالاختلاف أحد أوجه الحوار مادام الهدف سامٍ ونبيل وهو مصلحة الأمة.(التطور الاجتماعي لا يمكن أن يكون بقرار من أحد) هناك منهج اجتماعي ديمقراطي، يترك القرارات الاجتماعية في يد مجتمعة وبحرية تامة بدون ضغط كما تفعل بعض الدول التي تحمل لواء الديمقراطية في مسمياتها. (إن أبناء الوطن لا يحتاجون إلى من يعلمهم الدين أو من يزايد عليهم) كان إدراكه وقناعته بإيمان أبنائه - أبناء الوطن - لدينهم الإسلامي الحنيف هو الدافع الحقيقي لهذه المقولة والتصاقه الوجداني بهم.ولكي تصبح هذه المقولات نهجاً لنا في حبنا للوطن وحبنا لديننا السمح، وذلك بوضعها في الميادين والمرافق العامة في مدن وقرى المملكة لترسخ في الأذهان وتكون نبراساً لأجيال الحاضر والمستقبل.

والله الموفق،،