بداية .. هذه المشكلة ليست شخصية لأنني والله العظيم لا أعرف صاحبتها ولا تمت لي بصلة قربى بل وحتى معرفة. كما أن هذه المشكلة ليست ذاتية وليست خاصة أيضاً بل إنها أصبحت قضية عامة، وهي وصمة عار في جبين جامعاتنا الموقرة بلا استثناء، وهي تسيء إلى النهضة التعليمية العليا في وطننا الحبيب، بل إنها تعتبر مشكلة من أغرب وأسخف المشاكل التي تدمر طموح المبدعين والمميزين من أبنائنا العباقرة وتحط من معنويات كل الأجيال التي تسهر الليل وتواصله بالنهار من أجل التفوق الدراسي، والمشكلة بكل اختصار تخص الطالبة (وفاء.س.ح) التي حصلت في الثانوية العامة على معدل وقدره (98.6%) واختبار القدرات السخيف (79.80%)، وبالاختيار التحصيلي الأكثر سخفاً منه على (77%) وقد تقدمت الطالبة المذكورة يملأوها الأمل وقسمات وجهها تطفح بالبشر والتفاؤل لكي تصبح طبيبة في المستقبل تخدم وطنها الذي أحرزت لأجله هذا المعدل العالي ولكي تنضم إلى نبات وطنها من الطيبات اللاتي يعتبرن من أهم التخصصات النادرة التي يحتاجها الوطن ويستغني عن الأخوات الوافدات من الطيبيات الفاضلات.
ولكن المحزن والقاتل والمخيب في الأمر أن هذه الطالبة النابغة لم تحصل على قبول في الطب ولا حتى الكليات الصحية (!!) فيما للعجب.
* * *
والعجب يأتي من السؤال الضخم والدامي والموجع والذي هو.. بربكم ماذا تفعل هذه النابغة لكي تقبل في الجامعة بعد هذا المعدل الخرافي (؟!) فهل تريد جامعاتنا المبجلة أن تضع هذه الطالبة أجنحة لها وتطير لكي تقبلها مجرد طالبة طب بل وحتى مجرد طالبة في إحدى الكليات الصحية؟!
لذا فإنني من هذا المنبر ولتعدد الحالات المشابهة لحالة الطالبة هذه أستصرخ كل صاحب ضمير حي سواء أكان مسؤولاً كبيراً أو في قمة الهرم التعليمي سواء أكان وزيراً أو وكيلاً أو مديراً أو أستاذاً، له علاقة بالتعليم ولديه الإحساس الوطني النبيل والحرص الحقيقي على مستقبل الأجيال أن يحل مثل هذه المشكلة المضحكة المبكية لأنها قد أصبحت ظاهرة فخرية في مسيرة تعليمنا العالي فمن لها إنني أناشدكم بل وأناشد الجميع.