قراءة - خالد أحمد الزهراني:
إن المتأمل والمتتبع لحركة الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية ليجد الكثير من المواهب الشابة التي استطاعت وفي فترة وجيزة أن تجد لها مكانة عالية بين فناني وفنانات العالم.. وما الفنانة منال الغامدي إلا واحدة من الفنانات الواعدات في مجال الفن التشكيلي فهي صاحبة رؤيا وهدف وتملك إحساساً عالياً بما حولها.
ففي لوحة الطفل استطاعت الفنانة منال أن تخرج لنا عملاً رائعاً ومتقناً ومثيراً من حيث الشكل والمضمون وقوة الملاحظة فهي قد أجادت كثيراً في نقل إحساسها العالي بهذا الطفل الخائف واستطاعت أن تلفت النظر إلى هذه اللوحة من خلال ثلاثة مراكز للاهتمام أو ثلاثة محاور مهمة في اللوحة، المحور الأول بكاء الطفل وحركة الفم.. المحور الثاني حركة اليد.. والمحور الثالث جلوسه منزوياً ورامياً للعبته. كل هذه المحاور استطاعت الفنانة أن تعبر عنها في عمل واحد متقن، وأن تخرجها بشكل جميل من توزيع الضوء على اللوحة إلى اختيار الألوان والخلفية التي زادت اللوحة جمالاً يحس المتلقي أنها تزيد من معاناة الطفل فهي وفقت في نقل إحساسها من خلال هذه اللوحة الجميلة ويقودها إحساسها وخيالها الواسع إلى الأمل الذي ليس له حدود أو انتظار المجهول، ففي لوحة الصياد عبرت الفنانة عن الأمل والصبر إلا أنها لم تكن موفقة كثيراً في توزيع الألوان فأغلبها ألوان صارخة، كما أن اللون الأحمر أضعف العمل الفني، إلا أنها لوحة معبرة، ومن الواقعية إلى السريالية والتي طغى عليه اللونان الأصفر والوردي مع كسرها باللون الأخضر والأزرق الحائر في هذه اللوحة لم يكن موفقاً في اعتقادي كثيراً، فلو كان لون الشراع أبيض لكان أخف والملاحظ في هذه اللوحة طغيان للون الوردي فهو في اعتقادي يأسرها كثيراً وهو من الألوان الدافئة كدفء إحساسها العالي والمرهف اتجاه ماتحسه وتترجمه من خلال اللون والريشة.
أحيي الفنانة على حسها الفني العالي وأتمنى منها أن تتطلع كثيراً وتمارس أكثر حتى تستطيع أن تظهر إبداعاتها وخيالها الجامح الذي يحتاج إلى كثير من الاطلاع والممارسة المستمرة لهذا الفن الجميل حتى تتمكن من الانطلاق أكثر نحو الإبداع الفني.