الجزيرة - محمد المنيف:
أصبحت ساحتنا التشكيلية بمثابة حديقة غناء تجمع الأشجار المثمرة، حديقة تسر الناضر لثمارها المتمثلة في الأعمال التشكيلة التي تتفتق براعمها وتشرأب في كل معرض يقام هنا وهناك في مختلف مناطقنا الغالية، هذه الحديقة ولاتساع مساحتها وتعدد منابته قد لا تتيح للمشاهد الاطلاع على تفاصيلها بقدر ما نراها بشكلها الإجمالي العام ولهذا فهناك من الثمار اليانعة ما يبقى في الظل لأسباب عدة منها وجود ما يحجبها عن المشاهد ومنها قناعتها بأن الوقت لا يزال غير مهيئا للزحام والمنافسة مع أنها ممتلكة لكل المقومات التي تقنع الأعين بالإعجاب بها.
هذه الثمار يمثلها شباب الحديقة التشكيلية الذين جاؤوا وأضفوا الجديد على الساحة عودا إلى نظرتهم المعاصرة لمتطلبات هذه المرحلة وأهمية تقديم ما يتناسب معها من تجارب، اليوم يسعدنا أن نستعرض أحد ثمار هذه الحديقة مع ما ننوي تقديمه في مستقبل الأيام من أسماء شابة تستحق أن يرى عطاءها القراء، اليوم نقدم الفنان ثويمر العتيبي من التشكيليين المساهمين في مجموعة الدوادمي ومن الأسماء التي لفتت أنظار الكثير بنوعية الأعمال التي تتضمن الفكرة والقدرة على تصويرها بصريا، فنان شاب يمتلك الموهبة ويستسلم للهدوء أحب هوايته فجعلها متنفسا ووسيلة تعبير عن مكنوناته لم يتلقّ دروساً في الفن لكنه لماح ببصره وبصيرته كان قريبا من تجارب من سبقوه فجعلها مدرسة ينهل منها سبل رسم طريقه نحو الفن فأجاد في تجاربه ونافس اساتذته وتجاوز مرحلة التأثر إلى الخصوصية، اليوم نقدم مجموعة من أعماله نعلم أن هناك من شاهد بعضها وهناك من يشاهدها لأول مرة مع ما تلقيناه من وعد من الفنان ثويمر بأن يقيم معرضا شاملا لأعماله التي ضاق بها مرسمه.