لا أريد أن أتملقك..
فما الجو بجو كتابة..
ولا الزمان.. زمان شجو!..
إنما أردت أن تصافح كلماتي بياض أوراقي..
لأمتع عينيَ بهذا التواؤم الجميل..!
غابر أنت!...
حيث تسكن البعد منذ آلاف السنين!..
لم تعبأ بألمي.. ولا بجرحي..
ماضٍ أنت...!؟
حيث لا رجعة..
لا صدى..
لا أفق تلوح لي فيه من على البعد..
آثار خطاك..
أيقنت ما انطوى عليه فراقك..
عندما عادت النسائم من الشرق ولم تحمل..
شذا صدقك..!
تبدو جلداً.. فأعجب!..
أتراه يزورك طيفي خلسة دون أن أشعر..
فتظهر أمامي بكل هذا الجبروت!..
سأحبسه إن فعلها ثانيةً..
تنازعني روحي أن تنعتق..!
أن تطوي المسافات.. من بر وبحر لتلقاك!..
فأشيح ببصري عنها..
لعلها تؤوب إلى رشدها..
لا شيء يستطيع أن يلغي تلك المسلمة التي أؤمن بها..
مهما حاولت الأيام أن تلعب دور الوسيط..
أو أن تحسن من صورة الرحيل..
أو أن تجعل مذاقه حلواً!..
سيظل ذلك الأنين الخافت يقتات جوانحي..
لكنه لن يتمكن من إقناعي بالالتفات إلى الوراء ولو لبرهة..
لن أترنم بقول شاعر كندة.. خلقت ألوفاً..
لأنني خلقت عيوفاً..!
هيفاء الحمدان