Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/08/2008 G Issue 13116
الثلاثاء 25 شعبان 1429   العدد  13116
من المحرر
قول وفعل (يا أمانة منطقة الرياض)!!
عمرو بن عبد العزيز الماضي

لا أذيع سراً إذا قلت إنني من أكثر من انتقدوا الأداء في بعض الإدارات التابعة لأمانة منطقة الرياض، وفي نفس الوقت من أكثر من أشادوا بها، لأنني أعلم أن من عمل يستحق الإشادة، كما أن النقد لا يمكن أن يكون انتقاصا من أداء الجهاز؛ لأن الذين لا يعملون هم فقط الذين لا يخطئون!!

إن ما يميز العمل في أمانة مدينة الرياض السرعة في اتخاذ القرار، ودعم كل فكرة ناجحة، وإعطاء الثقة للكوادر الوطنية التي تريد أن تعمل، وتشجيعها، ودعمها والوقوف معها، وتذليل كافة العقبات التي تواجه العمل دون اللجوء إلى خطوات طويلة ومملة، وهذا سر نجاح الأمانة في تطبيق العديد من الخطوات الحضارية التي بدأنا نشاهدها حقيقة واقعة على أرض الواقع.

فقد انطلقت في شهر جمادى الثاني الحملة التوعوية للإصحاح البيئي ومكافحة نواقل الأوبئة التي نظمتها أمانة منطقة الرياض، والتي أعلنت منع استخدام أمواس الحلاقة ذات الاستعمال المتكرر في (8) آلاف صالون حلاقة بالرياض. لقد كان الهدف من إطلاق الحملة هو رفع الوعي الصحي لدى المستهلكين والمستفيدين من الخدمات سواء منشآت الصحة العامة أو المنشآت الغذائية وقد وجهت حملة الحلاقة الصحية لمحلات الحلاقة سواء العاملين بها أو مرتاديها وانقسمت الحملة إلى مرحلتين الأولى توعوية وتوجيهية، والثانية تهدف إلى إلزامية استعمال أدوات الحلاقة ذات الاستعمال الواحد بعد ستين يوماً من انتهاء الحملة. وبالفعل ما وعدت أمانة مدينة الرياض ممثلة في الإدارة العامة لصحة البيئة أوفت به، وشاهدنا أسلوبا حضاريا وصارما في تطبيق التعليمات، فتم التطبيق بعد أن أبلغت التعليمات وتفاجأ الكثير من المحلات بجدية وصرامة الأمانة، وتم إغلاق (122) صالونا للحلاقة من جملة (8000) صالون بمدينة الرياض، وتم مصادرة (26000) قطعة (ملوثة) تستخدم في الحلاقة من الصوالين المخالفة أثناء تطبيق الحملة. ولم تعد صوالين الحلاقة بيئة مثالية لنقل وتفشي الأمراض كما كان في السابق، لم نعد نشاهد كأس الديتول المليء بأمواس الحلاقة، أو حتى الأمواس ذات الاستخدامات المتعددة، أو الفوط الحارة التي يمسح بها عشرات الوجوه، أو المعاجين المتعددة التي توضع على الوجوه دون التأكد من سلامتها، فأصبح مرتادي تلك الصوالين أكثر اطمئناناً على صحتهم بسبب قرار الأمانة الحضاري.

إن ما اتخذته أمانة مدينة الرياض من إجراءات انتقلت سريعا وبشكل مثير إلى بقية المناطق فأصبحنا نشاهد تلك الإجراءات في العديد من المدن والمحافظات، ليس هذا فقط بل إن أمانة منطقة الرياض رفعت لوزارة الشؤون البلدية والقروية طلب إعادة النظر في لائحة العقوبات الخاصة بالمحلات التجارية والمطاعم ومحلات الوجبات السريعة المنتشرة بمنطقة الرياض، بضرورة تشديد العقوبات الخاصة على المخالفين وخاصة من تتكرر منهم المخالفات أو يخالفون بما يتسبب في مرض الآلاف مثل من يتعمدون تعديل تاريخ صلاحية المواد الغذائية ومن يستخدمها في الطهي وتقديمها وجبات لزبائن ومن هذه الطلبات المرفوعة إقرار نظام التشهير.

إن استمرار حملة الأمانة الرقابية وتواصلها عدة سنوات سيجعل تطبيق تلك التعليمات سلوكا وسمة، فيتعود أصحاب الصوالين والمطاعم على صرامة الأمانة فيستمرون في تطبيق الاشتراطات الصحية، حتى دون رقابة الأمانة. فما شاهدناه في محلات الحلاقة نتمنى أن نشاهده في المطاعم، والبوفيهات، والمطابخ ومتابعة ما يقدمونه للزبائن، وكشف المطابخ لتكون على مرأى من الزبون، وإلزام العمالة بوضع الكفوف البلاستيكية، وقد تناولت ذلك في مقالة في هذه الجريدة قبل حوالي عقدين من الزمن وضرورة تقيد العمالة الموجودة في المطاعم بشروط السلامة المطلوبة منهم، وكم كانت سعادتي عندما شاهدت الأمانة تكثف من إجراءاتها الوقائية والإرشادية التي تسبق التطبيق والجزاءات (كتوزيع مريلة بلاستيكية وغطاء للرأس وكفوف للأيدي ومعقم مجاناً) على جميع العمالة الموجودة بالمطاعم والبوفيهات والمطابخ بهدف تدريبهم عليها، وإشعارهم أنها مطلوبة منهم وهم في عداد المخالفين إذا لم يلتزموا بها، مما يبرز لنا أن الأمانة بدأ تطبق أسلوبا حضاريا يتماشى مع ما يحدث في الدول الحضارية والمتطورة.

فالحملات التي قامت الأمانة بها على المحلات الخاصة بتقديم الوجبات والغذاء للزبائن، كشفت عن وجود عدد من اللحوم مجهولة المصدر و(شاورما) غير صالحة للاستخدام، ومخالفات أخرى تمارسها العمالة الموجودة بها ومنها؛ عدم لباس الزي المخصص، وعدم لبس غطاء الرأس والقفازات الخاصة بالكفوف، وأخرى خاصة بمستوى نظافة المحال والمطاعم السريعة.

فشكرا لأمانة منطقة الرياض على هذه الخطوة الحضارية الرائعة التي نتمنى أن تستمر لسنوات حتى يتحول تطبيق التعليمات في تلك المحلات مع الوقت إلى سلوك لا يحتاج إلى رقابة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5324 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد