Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/08/2008 G Issue 13106
السبت 15 شعبان 1429   العدد  13106
التخطيط للسفر... كتاب الداود أنموذجاً

د. عبد الملك بن إبراهيم الجندل

هل يتم التخطيط قبل السفر، خصوصاً خارج الوطن؟ وهل يسمى تخطيطاً مجرد الحصول على معلومات سطحية، ثم حزم الأمتعة واصطحاب العائلة؟

يمثل ذلك ثقافة الكثيرين الذين يتوجهون دون التزود بالمعلومات المهمة عن الدولة التي سيسافرون إليها، من ناحية طبيعتها وأنظمتها وقوانينها، وعادات أهلها وتقاليدهم، سواء كان سائحاً أو مبتعثاً للدراسة، أو موفداً للعمل، لأن انعدام التخطيط السليم يؤدي بالمسافر إلى التخبط وعدم معرفة الوجهة الصحيحة، فيكون فريسة سهلة لمن يسيل لعابهم في استقبال السعوديين، وربما يتأكد ذلك في البلاد غير العربية، بواسطة من يجيدون اللغة العربية سواء كانوا عرباً أم غيرهم، إضافة إلى استغلالهم لعاطفة العروبة في بلاد العجمة، ولا ننسى خبر مائة وثمانين طالباً سعودياً تم إعادتهم للمملكة بسبب مخالفات أكاديمية يجهلها المبتعث (جريدة الجزيرة).

أورد ذلك بعد أن اطلعت على كتاب (السفر للدراسة والحياة في الولايات المتحدة الأمريكية أنظمة وإجراءات) من تأليف الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود، والذي صدر حديثاً.

وقد ألفيتُ الكتاب في معلوماته مرجعاً مهماً للمسافرين إلى أمريكا عموماً، وللطلاب المبتعثين بشكل خاص، بدءاً من التفكير بالحصول على التأشيرة، حتى الرجوع إلى أرض الوطن، فعلى من يرغب السفر لأمريكا اقتناء ذلك الكتاب، وتصفحه بدقة، حتى لا يصطدم بما سيواجهه مستقبلاً، وسيجد القارئ متعة وراحة نفسية، في معرفة ما خفي عليه، أو تصحيح ما هو خاطئ، أو تفصيل ما هو عام في المجتمع الأمريكي.

ولتبحر معي أخي القارئ في شواطئ هذا الكتاب، والذي ابتدأه مؤلفه بنبذة عامة عن الولايات المتحدة الأمريكية من حيث التاريخ والجغرافيا والسياحة والثقافة والعمل، إضافة إلى نظام التعليم الأمريكي، ثم استعرض بالتفصيل إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول للأراضي الأمريكية، متضمناً عدداً من المعلومات الضرورية التي قد لا يتبعها راغب السفر، ومن ثم تكون سبباً في عدم منحه التأشيرة.ثم تناول المؤلف إجراءات السفر والوصول، وما يتبع ذلك من أمور السكن، ومسؤولية المالك والمستأجر، والخدمات العامة والمواصلات، والأنظمة المرورية والمالية والصحية، واستعرض عدداً من القوانين الجنائية التي يجب البعد عنها، والتي قد تعتبر في مجتمعنا طبيعية، إضافة إلى عدد من التقاليد والأعراف الأمريكية، كالصداقة بين الجنسين والجيران، وآداب (بروتوكول) المناسبات والمطاعم، ونظرتهم للأجانب، وماذا يجب على المسافر خصوصاً الطالب أن يفعله قبل مغادرته لأمريكا، وختم كتابه بمجموعة من نماذج الاستمارات التي يحتاجها المسافر، وقد تضمن الكتاب عدداً من المواقع الإلكترونية ذات الفائدة في موضوع السفر.

مقتطفات طريفة من الكتاب:

- الأمريكيون محبون للاستطلاع، فقد يسألون أسئلة كثيرة، وبعض هذه الأسئلة قد تبدو شخصية، أو أنها غير معقولة.

- من العيب التأخر عن أي موعد، فالدقة في الوقت وحفظ المواعيد جزء أساس من آداب العمل والتعامل مع الآخرين.

- يفضل قول: لو سمحت، وشكراً، لكل شخص حتى لأبسط معروف.

- المعلم في المدرسة له حرية واسعة في إقرار ما يعلم في الفصل.

- بلغ عدد الطلاب الأجانب في الكليات والجامعات الأمريكية حوالي ستمائة ألف طالب، أنفقوا أكثر من أربعة عشر ملياراً ونصف المليار من الدولارات.

- يجب إشعار دائرة الهجرة خلال عشرة أيام عند تغيير عنوان الإقامة.

- عند الاصطفاف في المطار قد يصدر الأطفال بعض التصرفات التي لا ترضي الوالدين، لذا يجب عدم الانفعال أو ضربهم، فالقانون الأمريكي يفرض على الوالدين عدم الاعتداء عليهم بأي صورة قولية أو فعلية.

- على المسافر التأكد من خلو جهاز حاسبه الشخصي أو جواله من البرامج المنسوخة.

- إذا تأخر المستأجر ليوم واحد عن وقت تسديد الإيجار (يوم واحد!!) فللمالك أن يطلب تسديد المبلغ خلال ثلاثة أيام أو خروج المستأجر من السكن.

- عدم الاقتراب كثيراً من السيارة التي أمامك، وعدم رفع النور وخفضه ليتم فتح الطريق لك.

- إذا أمسك الرجال أيدي بعضهم بعضاً فيوصفون بأنهم من الجنس الثالث، ويبتعد عنهم عامة الناس نتيجة لذلك.

- إذا دعاك أحد الأمريكيين إلى وجبة غداء أو مشاهدة فيلم فكن على استعداد لتسديد جميع تكاليفك على حسابك.

وبعد تلك الإطلالة السريعة والتي لا تغني عن الاطلاع على الكتاب، هناك بعض الوقفات:

الأولى: الاستمرار في اللقاءات التثقيفية للمبتعثين والتي تنظمها وزارة التعليم العالي، ومن ثم تقويمها لزيادة فاعليتها.

الثانية: أن تقوم كل سفارة سعودية لديها طلاب سعوديون مبتعثون، أو يقصدها السياح السعوديون، بتأليف مثل هذا الكتاب المفصل، وأن توكل إعداد الكتاب إما لدارس سابق في تلك الدولة، أو لأحد أعضاء السفارة الذين لديهم القدرة على جمع المعلومات وترتيبها وصياغتها، وإمداده بالصلاحيات الإدارية والمالية لإنجاز ما أسند إليه بشكل متكامل.

الثالثة: أن يكون لكل سفارة موقع في شبكة المعلومات (الإنترنت)، تسجل فيها كل المعلومات التي يحتاجها المبتعث والموفد والسائح، وأن تكون المعلومات حديثة ومتجددة بشكل مستمر.

الرابعة: يُعد الكتاب في موضوعه ومضمونه، لبنة مهمة، ودليلاً يسير على نسقه من أراد التأليف عن دولة أخرى غير الولايات المتحدة الأمريكية.

الخامسة: نأمل من الدكتور عبدالرحمن أن يستمر في تطوير كتابه، وإضافة الجديد، وحذف ما ألغي، وتفصيل ما هو مجمل ومهم، وأن يتم إصدار الكتاب على قرص (سي دي) حتى تنتشر فائدته، ويكون موافقاً لمتطلبات العصر الإلكترونية.

السادسة: يُقدم الكتاب صورة عامة عن الحياة الأمريكية وأنظمتها، وذلك لمن يريد الاطلاع والتعرف على حياة الشعوب.



ljndl@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد