تعد الوثائق والمكاتبات الشخصية من أدق المصادر وأكثرها حيادية فيما يتعلق بمعرفة تاريخ الأسر وأنسابها القريبة على الأقل. فهذه الوثائق لم يكتبها مؤرخ يحكمه مَيْل مُعَيَّن، ولم يُقصد بها إثبات النسب أصلاً، وهذا ما يعطيها الحيادية المطلوبة، وينأى بها عن الأهواء والمبالغات وتضخيم الذات. وعن طريق دراسة تلك الوثائق وتتبعها حسب مراحلها التاريخية يستطيع الباحث متابعة تسلسل جدود كثير من الأسر المعاصرة من سكان منطقة البحث، فضلاً عن معرفة أصولهم وجذورهم ومصاهراتهم وعلاقة الأسر أو القبائل ببعضها، وكذلك معرفة فروع الأسرة الواحدة من خلال معرفة أبناء الرجل أو إخوانه وزوجاته وبناته. ولعل في النماذج التي سنطالعها أدناه ما يرد على المشككين في أهمية الوثائق بهذا الشأن. وفيما يلي أوراق اخترناها من وثائق محافظة الغاط على سبيل المثال لا الحصر:
- تفيد وثيقة غير مؤرخة يرجح أنها تعود لمنتصف القرن الثالث عشر الهجري، أي سنة 1250هـ تقريباً، أن محمد بن إبراهيم الحصين له من الأبناء: إبراهيم وعثمان وعبدالله.
- تنص وثيقة غير مؤرخة ولكنها تعود لمنتصف القرن الثالث عشر الهجري (1250هـ) تقريباً، على تفرعات أسرة آل فداغ وتوضح الفروع المنقطعة والفروع الباقية، وهذا نصها:
(الحمد لله، إثبات الشجرة الذي افترقوا منها آل فداغ ويجتمعوا(؟) فيها وهو: (محمد بن علي بن فداغ) خلَّف ثلاثة أولاد (سليمان) و(علي) و(ناصر)، أما (ناصر) فهو خلَّف ستة أولاد (إبراهيم) و(سالم) و(عثمان) و(ناصر) و(شارخ) و(دخيل) وهذولا انقطعوا ذِكْرتهم أتلاهم(1) (علي بن حسين)، وأما (علي) فأرَّث (سلطان) و(عثمان) و(حسن) وانقطعوا ذكرتهم أتلاهم (عبداللطيف بن حمد بن محمد بن صلطان)، وأما (سليمان) فأرَّث (عقيل) و(إبراهيم)، فأما (عقيل) فأتلى ذريته عيال (محمد بن سليمان بن حميد)، وأما (إبراهيم) أرَّث (سليمان) و(محمد)، فأما ذرية (محمد) عيال (عبدالله بن إبراهيم) و(إبراهيم بن محمد الفداغي)، وأما ذرية (سليمان) فالباقي منهم (حسين بن علي بن سليمان) و(سليمان بن عبدالرحمن بن سليمان) و(إبراهيم بن منصور بن سليمان) وأخيه(؟) (عتيق بن منصور بن سليمان) و(عبدالعزيز بن الشيخ محمد بن عبدالمحسن بن سليمان) هذولي الماجودين وذريتهم. وقصَصُهم(2) هذا: (حمد بن عبدالله بن حمد بن صلطان بن علي بن محمد) وهو الشجرة. وهذا (حسين بن علي بن سليمان بن إبراهيم بن سليمان بن محمد) وهو الشجرة وعيال عمه مثله. وهذا (عبداللطيف بن حمد بن محمد بن صلطان بن علي بن محمد) وهو الشجرة. وهذا (سليمان بن محمد بن سليمان بن حمد بن عقيل بن سليمان بن محمد) وهو الشجرة. وهذا (إبراهيم بن محمد بن حمد بن محمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد) وهو الشجرة. وعيال (عبدالله بن إبراهيم) (عبدالعزيز بن عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد) وهو الشجرة)(3).
- جاء في الوثيقة المؤرخة سنة 1266هـ، النص على نسب آل عواد أهل الغاط إلى عائذ، فأكدت ما هو مشهور عن نسبهم. كما جاء في تهميش وثيقة وقف محمد بن ملحم المؤرخة في (4/1276هـ) حيث جاء فيها تسلسل أحد الأحفاد المعاصرين لجد أسرة الملحم على النحو التالي: (عبدالله بن إبراهيم بن ملحم بن عبدالله بن محمد بن ملحم بن إبراهيم بن جاسر بن عواد).
- تفيد وثيقة غير مؤرخة ولكنها تعود إلى حدود سنة 1270هـ تقريباً، أن محمد بن حسين السديري له من الأولاد: تركي ورقية وحصة، وأن زوجته هي: سارة بنت محمد البدر.
- تفيد الوثيقة المؤرخة في (1276هـ) أن ناصر بن محمد السديري له من الأبناء: محمد وعبدالله وتركي.
- نصت الوثيقة (5-5-1305هـ) أن عبدالله بن عبدالمحسن بن عيسى له من الأبناء: ناصر وتركي ومحمد ومنصور.
- يستفاد من وثيقة وصية محمد بن عبدالعزيز العيسى المؤرخة في (16-11-1308هـ) أنه: محمد بن عبدالعزيز بن علي بن عبدالعزيز بن سليمان بن عبدالله.
- نصت الوثيقة المؤرخة في (15-6-1324هـ) على أن إبراهيم العبدي ساكن المذنب، من قرابة آل جبرين أهل الغاط.
- نصت الوثيقة المؤرخة في (15-4-1325هـ) إلى أن آل عدَيَّان في أشيقر، وآل فارس العبدي، وآل جبرين في الغاط، يعصب بعضهم بعضاً.
- ورد في الوثيقة (8-1355هـ) تسلسل نسب أحد أعيان آل عيسى كما يلي: علي بن محمد بن عبدالعزيز بن علي بن عبدالعزيز بن سليمان بن عيسى.
وهناك أمثلة كثيرة وإشارات مفيدة في هذا الباب لا يتسع المجال لعرضها، ولعل فيما قدمناه دليلاً على أهمية الوثائق في هذا الباب.. والله الموفق..