الحب كما نعلم هو بحر عميق.. ولكنه يختلف عن البحار الأخرى التي تعودنا أن نبحر فيها.. بسفننا.. وبوارجنا.. ومراكبنا.. وبأنفسنا أيضاً، والفرق أن البحار جميعا تحمل صفات ومواصفات معروفة عند الإنسان وواضحة له، ويعرف أيضاً ماذا يتوقع منها.. يعرف خيرها وكذلك شرها... يعرف أخطارها وفوائدها.. لذا نجد البحارة يستعدون استعداداً للنزول للبحار ويأخذون معهم كل ما يحتاجونه لمقاومة خطورة وويلات البحار.. أما بحر الحب فهو يختلف اختلافا كبيراً، ومن الصعب أن يستعد له إنسان معين، بمعنى أن أي إنسان لا يستطيع أن يقول بكل ثقة: (إنني الآن مستعد لأن أنزل إلى بحر الحب لأنني أمتلك كل مقوماته). وحديثنا اليوم عن الحب الآلي والحب البشري.. وقد شاهدت مؤخراً في أحدى دور العرض السينمائية في دولة خليجية شقيقة فيلما يتحدث عن رجل (آلي) يتعلم كل يوم شيئا جديداً بصورة ذاتية أشبة بطفل شقي يرقص ويركض في شوارع الأرض، (آلة) تحمل صفات بشرية في مقابل بشر يحملون صفات (الآلة).
هذا الفيلم (الآلي) له طعم آخر، يجعلك تفكر قبل أن تضحك على واقع (الآلة) المأساوي الذي يعيش حياة (الزبال) الذي عمله (نظافة الأرض) بسبب غباء البشر في تعاملهم مع الطبيعة فيلم (Wall-E) يعيشك في عالم آخر، وستصفق له في النهاية إعجاباً بفيلم (كارتوني) راق، في مقابل أفلامنا التي تصنع أبطالا من الكرتون البشرية. الغريب في الفيلم قصته (حب عظيمة)، بين رجل آلي وامرأة (آلية).. تشعر بالتفاني والتسابق والتضحية لكل واحد منهما للآخر, هذه القصة التي أوجدها كاتب (السيناريو) جعلت من الفيلم له (الطعم) المطلوب في قصص الأفلام الرومانسية التي بدأت شركات الإنتاج توجهها لإنتاج قصص الحب والرومانسية التي افتقدتها السينما العالمية بصورة عامة والعربية بصورة خاصة، وحلت محلها قصص العنف والمخدرات والجنس والجريمة التي كان لها دوركبير في تدمير البنية التحتية (الشبابية) وانتشار المخدرات والجرائم والعنف في كل بلد من بلدان العالم. الفيلم الآلي به دعوة إلى البشر إلى أن يحبوا أنفسهم ويحبوا غيرهم وأن تسود البشرية العدل والمساواة والأمن والأمان والابتعاد عن كل ما يسيء للآخرين من قريب أو بعيد.. أمين يا رب العالمين.
Farlimit@Farlimit.com