حدَّثني الأخ د. حميد زياد الطبيب اليمني الذي يتلذَّذ بعمل الخير، ويستمتع ببناء شخصية الإنسان اليمني المثقف العامل، قائلاً: في مرتفعات جبال إبّ، وفي أوديتها الخضراء البديعة ما يعجز الإنسان عن وصفه، مهما أوتي من البلاغة والبيان، وقال لي شاب يمني شاعر: لو كنت أملك من أمر الشعراء شيئاً لأوجبت عليهم زيارة جبل إِبّ في أرض اليمن السعيد حينما تشتدُّ حرارة الشمس في كثير من بلاد العالم صيفاً. |
وروى لي عدد من السعوديين الذين زاروا مناطق ذَمار وجبل إِبّ من أخبار الخضرة والجمال الطبيعي الأخّاذ ما لم أكن أخرجه من دائرة المبالغة والانبهار. |
ثم كانت المفاجأة .. سافرت هذا الصيف إلى صنعاء بدعوة من مؤسسة صالح لرعاية وتأهيل الأيتام التي يتولَّى أمانتها العامة الدكتور حميد زياد، وهو الذي أنشأها وطوَّرها ووضع لها الخُطط العملية المستقبلية مع مجموعة من رجال اليمن المبدعين في مجال الأعمال الخيرية (المؤسسية ذات الخُطط بعيدة المدى). |
كانت المفاجأة بثلاثة أشياء: |
أولاً: بمهرجان مؤسسة رعاية وتأهيل الأيتام الكبير الذي حضره رئيس الجمهورية وعَدَدٌ من رجال السياسة والعلم والفكر من أنحاء الوطن العربي، فقد كان مهرجاناً كبيراً قائماً على جهود الأيتام والمشرفين عليهم، وللأيتام الذين تخرَّجوا في مراكز هذه المؤسسة المباركة الدور الأهم في تنظيم هذا المهرجان والإعداد له، وتنفيذه، وفي هذا تأكيد لسلامة الأهداف ودقّة الخُطط العملية التي وضعت لهذه المؤسسة. |
فمؤسسة رعاية الأيتام الكبيرة في صنعاء تعنى بجانب تأهيل اليتيم - رجلاً كان أم امرأة - تأهيلاً عملياً يجعلهم أشخاصاً عاملين، منتجين، لهم مكانتهم في مجتمعهم، وقد أبرز المهرجان دور المراكز المتعدِّدة التي أنشأتها هذه المؤسسة للتأهيل والتدريب ومنها، مركز الهندسة الإلكترونية، ومركز النسيج وصناعة السجاد، ومركز الهندسة الميكانيكية، ومركز الخياطة والتطريز، وغيرها من المراكز المنتجة، وهذا عمل كبير يجدر بمؤسسات الأيتام في عالمنا الإسلامي أن تقوم به، لقد رأينا جامعة للتعليم والتدريب تحمل اسم مؤسسة الأيتام. |
ثانياً: مفاجأة حفل الزواج الجماعي للأيتام، حيث بدأت المؤسسة هذا المشروع من هذه السنة، ووضعت له خطةً مستقبلية جميلة فزوَّجت في هذا العام (250) يتيماً من خرِّيجيها الذين أصبحوا يملكون من المهارات ما يجعلهم قادرين على الحياة الحرّة الكريمة إن شاء الله. ويا له من حفل بهيج دَلَّ على سلامة الخطط التي تسير عليها هذه المؤسسة المباركة. |
ثالثاً: مفاجأة قمم جبال إِبّ التي يعجز عن وصفها القلم. جبال شامخات تكاد تتجاوز هاماتها مجال السحاب، وطبيعة خلاَّبة تتحدَّى خضرتها، وبهاؤها، وأشجارها السامقات، وأنواع نباتاتها العجيبة قدرات المبدعين من الشعراء والكتّاب. |
طبيعة ناطقة بعظمة مبدع هذا الكون وخالقه، ولو لم يكن فيها إلاَّ الأشجار المثمرة من الرمّان والعنب والخوخ والسفرجل والتين والبرشومي لكفى. |
|
|
أإلى السحاب صعودنا يا صاحِ |
أيطير إنسان بغير جناحِ |
|