كتب - إبراهيم التركي
- جددت (الجزيرة) إيماني أن الحب ما زال ممكنا والشعر ما زال ضروريا..!
كرِّسوا في (الجزيرة) هذا التقليد النبيل لنتعلم كيف نحترم الأحياء.. وكيف نواجه ثقافة الكراهية بثقافة الحب
- لا أستطيع أن أخفي عمق تأثري العاطفي والثقافي بحفاوتكم
في اتصال هاتفي من عمان عبَّر الشاعر العربي الكبير محمود درويش عن تأثره وامتنانه للعدد الخاص الذي قدمته (الجزيرة) عبر مجلتها الثقافية العدد 143 الصادر في 6- 2-1427هـ، وكان خاصا بالشاعر
ومعنونا بـ(زمن درويش) ومسكونا بأقلام 36 كاتبا وشاعرا من المملكة والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والجزائر وعمان والكويت والإمارات وتونس ومصر والعراق وفرنسا وبريطانيا وهولندا والولايات المتحدة، وقال درويش عبر الهاتف: إنني عاجز عن التعبير عما أجده من مشاعر عميقة تجاه صحيفة (الجزيرة) وكتابها ومحرريها لما أحاطوني به من قراءة وعناية وتقدير، كما بعث الشاعر الكبير محمود درويش برسالة خطية إلى رئيس التحرير قال فيها:
الأستاذ خالد بن حمد المالك المحترم
تحية طيبة،
لا أستطيع أن أخفي عنكم عمق تأثري العاطفي والثقافي بحفاوتكم الكريمة بتجربتي الشعرية المتواضعة. فليس من عاداتنا، نحن العرب، تكريم أحيائنا. لذلك سألت نفسي، وأنا أتصفح عدد مجلتكم الثقافية المكرَّس لي: هل مِتُّ ولم أنتبه؟ وسرعان ما انتشلتني من هذا السؤال القراءة المتأنيةُ للمقالات والشهادات الخارجة عن المألوف، والتي جدَّدت إيماني بأن الحُبّ ما زال ممكناً، وبأن الشعر ما زال ضرورياً... وأيقظتْ فيَّ وعي المسؤولية ومطالبة الذات ببذل المزيد من الجهد لأكون جديراً بهذا الدعم المعنوي الكبير، ووفيّاً للقارئ المجهول، وهو المبدع الثاني الذي يمنح الشعر حياته الحقيقية، حيث يجد فيه المشاركة والصوت والصدى.
لا أعرف كيف أُعبّر لكم عن امتناني العميق وشكري، لأنكم ذكَّرتموني بجدوى الاجتهاد في البحث عن تعريف للشعر لا يُدْرَك.
كما أنني لا أَعرف كيف أَصوغ عبارات المحبة للنقّاد والشعراء والكتّاب والفنانين الذين أسبغوا عليَّ من كرمهم وتشجيعهم الأدبي ما دفعني إلى التساؤل: هل أنا حيَّ ولم أَنتبه؟
أَتمنّى أن تكرِّسوا هذا التقليد النبيل، لنتعلَّم جميعاً كيف نحترم الأحياء أيضاً! وكيف نقاوم ثقافة الكراهية بثقافة الحُبّ!
مع خالص المودة والاحترام
محمود درويش
* من عدد (الجزيرة) رقم 12221 بتاريخ 15 مارس 2006م