أثار مقالي السابق بعنوان (وزارة التربية والهيئة والمشعوذون) ردود أفعال مختلفة لكنها جعلتني أتحقق من مدى ما تتمتع به الهيئة من شعبية كبيرة قد تثير الغيرة لدى كثير من الدوائر الحكومية!
ومع أن المقال تناول وزارة التربية كما تناول الهيئة وموقفها من الذين لديهم مهارات وألعاب وتسميتهم بالمشعوذين والدجالين إلا أن الوزارة لم يتصدَّ أحد للذود عنها مع أنها اشتركت في نفس الإجراء ضد أولئك اللاعبين أو (المشعوذين) كما يحلو للبعض تسميتهم!! بعض من محبي الهيئة كان متشنجاً وترك الموضوع ليدخل في نوايا كاتبه ليأخذ منحىً بعيداً في تفسير ما قلت، ولعله من بدهيات الأمور أن نختلف في وجهات النظر لكن دون أن نسيء الظن بالآخرين! ومن العجيب أنني لم أجد شخصاً واحداً كلف نفسه للذود عن وزارة التربية والتعليم رغم أن منسوبيها يعدون بالملايين! لذا فأنا أقترح أن تشكل الوزارة (لجنة) وبشكل (عاجل) لدراسة الموقف وتكوين رابطة مشجعين تذود عنها حتى لو وظفتهم على بند الأجور بشرط أن تحسن مستوياتهم ليدافعوا عنها إذا انتقدها كاتب في صحيفة!!
ولكن لنفكر بالأمر فهل علينا مثلاً أن نحب أية إدارة حكومية حباً (أعمى) لدرجة أن لا نناقش أخطاءها من بعيد أو قريب. هل من المفترض مثلاً أن نضع على الهيئة هالة من القداسة لدرجة تحريم الكتابة عنها ونقد تصرفات (موظفيها) بينما باقي الوزارات الكتابة عنها حلال! لماذا يريد البعض أن نغمض العيون عن الهيئة فقط بينما يتناولون في مجالسهم ومنتدياتهم الأجهزة الحكومية الأخرى بالنقد.. مع أنه ليس هناك جهاز حكومي فوق النقد، هكذا نقرأ في الصحف كل الأجهزة الحكومية يكتب عنها يومياً ويطالب القراء بالمزيد ما عدا الهيئة، فما يكتب عنها يتحول إلى تفسيرات ليس لها علاقة بالموضوع! إن مثل هذا التفكير لن يصحح مسار أي جهاز حكومي يخدم الناس ويتعامل معهم وبينما يرفع بعض المتحمسين شعار ممنوع الاقتراب من الهيئة نجد أن بعض الجهات الحكومية طورت آلياتها للتواصل مع الناس ولجس نبض الشارع لتضع خطوطاً ساخنة وصناديق لتلقي الشكاوي والملاحظات!
لقد سبق لي أن كتبت في أكثر من مقال تقديري الشخصي لجهود الهيئة وما تقوم به من أعمال ضمنها دورها الرسمي، ولكن هل المفترض أن نحب الهيئة أكثر من الجوازات والمرور ووزارة التربية والداخلية والأعلام أو البلدية أو غيرها! المنطق يقول إن كل الأجهزة الحكومية لها دور تؤديه لخدمة الناس وأثناء القيام بأدوارها فهي تخطئ وتصيب لسبب بسيط وهو أن من وفيها بشر مثلنا تماماً!!
alhoshanei@hotmail.com