ما أروعه من شعر تغنّى به أمير الشعراء أحمد شوقي، وكل معلّم على أرض البسيطة يشعر بأنه كرم من أمير الشعراء لأن رسالة المعلّم تجاه الأمة رسالة شريفة وعظيمة، فالمعلّم الذي تفاعل مع منظومة العمل التربوي هو مؤهل للقيادة الإدارية بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد وهذا ما ينطبق على فقيد الوطن الأستاذ الكبير محمد بن عثمان بن محمد الركبان الذي عاش في المضمار التربوي معلّماً ومديراً وقيادياً تربوياً ناجحاً، فمدينة المجمعة التي ولد فيها سنة 1349هـ وتلقى تعليمه في مدرستها السعودية ومن ثم حصل على كفاءة التعليم الأولى في الستينات الهجرية، كما درس على عدد من المشايخ منهم عبد الله العنقري وعبد الله بن حميد وسعود بن رشود وغيرهم. عمل معلّماً سنة 1367هـ فمساعداً لمدير مدرسة فمديراً للمدرسة العزيزية بالمجمعة فمفتشاً مركزياً ثم مديراً للفهارس في وزارة المعارف ثم رشح مدير تعليم في منطقة الخرج سنة 1381هـ ولم يباشر لانتقاله للحرس الوطني وتقلّد فيه وظائف مختلفة آخرها مدير عام الحرس الوطني وتقاعد سنة 1417هـ. وقد شارك أثناء مشواره الوظيفي في الكثير من المؤتمرات والندوات والمحاضرات وشارك في لجان عديدة أثناء عمله في وزارة المعارف والحرس الوطني. وهذا المشوار الحافل بالعطاء يعتبر قمة المواطنة ناهيك أنه يعمل بصمت ويعتبر من الجنود المجهولين، فظهوره الإعلامي محدود وإن وجد يكون ضمن مناسبة. هذا الحس التربوي والقيادي وَلَدَ عند من تعامل معه إعجاباً ولا سيما في مدينة المجمعة عندما كان في سلك التعليم، حيث الكثير من طلابه الذين البعض منهم يتذكّرون شخصيته والتنوير المعرفي الذي يملكه من خلال ثقافته الواسعة والذي انصب على خدمة المعرفة في محيط التربية والتعليم، كذلك عمله في الحرس الوطني رسخ فيه أنماط الإدارة الحديثة التي تسعى إلى التدريب والتطوير، حيث إنه وظّف إحسان الظن به من القياديين في الحرس الوطني ولا سيما من شيخه معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد - رحمه الله - فقد وفّق في المساهمة في بناء عقليات إدارية تتربع على العمل الإداري في الحرس الوطني، وهذا كله بفضل الله ثم دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -.