فتياتنا وبناتنا هنّ قرّة عيون الآباء والأمهات؛ بل المجتمع كله، لهنّ حقوق وواجبات؛ فهنّ برد القلوب وفلذات الأكباد، والاهتمام بهنّ لا يقلُّ عن الاهتمام بالشباب فهنّ الشقيقات الودودات؛ لذا لا بد من تلبية حاجاتهنّ النفسية والثقافية والاجتماعية والروحية والترويحية، وخصوصاً في أوقات الفراغ والعطل الرسمية .. وبالذات في هذا الوقت الذي انفتح فيه العالم بعضه على بعض، وأصبح كالقرية الصغيرة متشابكة الظروف متشابهة الأحداث، وأصبح الجميع في خضم هذه الظروف وهذه الأحداث، وخاصة الفتيات يتأثرن فكرياً وأخلاقياً بل وعقدياً بكل ما يصل إليهنّ سواء من خلال المشاهدة أو الاطلاع والدخول على مواقع الإنترنت، وهذا الفراغ إنْ لم يشغل بالخير والفائدة وإلاّ سيشغل بالشر، وخصوصاً في هذا العصر الذي هو عصر الإعلام وشبكة المعلومات. وقد سرّني غاية السرور ذلك التخطيط وتلك الجهود والبرامج التي أعدّت من قِبل وزارة التربية والتعليم (تعليم البنات)، متمثلة في الإدارة العامة لنشاط الطالبات، من خلال إقامة تلك المراكز الثقافية الصيفية التي تحظى بالدعم المادي والمعنوي من ولاة أمرنا، وبالمتابعة المستمرة من قِبل معالي الوزير ونائبه، وبإشراف وتخطيط من قِبل مديرة الإدارة العامة لنشاط الطالبات د. الجوهرة بنت حمد المبارك، وانها برامج تذكر فتشكر، والتي برز فيها مدى الجهد المتميّز والتخطيط المثمر. حيث ينفذ في هذه المراكز برامج ثقافية واجتماعية وعلمية وفنية ومهنية، مثل برامج السيرة والحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وتعليم الطهي والأعمال الفنية وفن إدارة المنزل .. والتي تهدف إلى صقل المواهب وتنمية المهارات والميول، بالإضافة إلى وجود أنشطة ترويحية ومسابقات هادفة وممتعة .. لذا فإنّ هذه المراكز هي مراكز إشعاع لكلِّ خير وبركة على بناتنا الطالبات، به تحفظ الأوقات وتحصن الأفكار وتنمّى المهارات وتكسب الخبرات، وإنّ أغلى ما يسعى إليه المرء هو الحفاظ على وقته والاستفادة منه، لأنّ وقت الإنسان هو حياته .. (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة والفراغ)، وفي أحضان الفراغ تولد الرذائل وتنبت جراثيم الأخلاق، ومن أمضى يوماً من عمره في غير حقٍّ قضاه أو فرض أدّاه أو مجد أصّله أو فعل محمود حصله أو علم اكتسبه، فقد عقّ يومه وظلم نفسه وخان عمره .. ولا يحفظ الوقت تمام الحفظ إلاّ التنظيم وحسن الترتيب .. فبناتنا هنّ أمهات المستقبل وعلى أكتافهنّ تقوم مدرسة الأجيال وعلى أيديهنّ تكون محاضن التربية ..
أخيراً شكراً لولاة أمرنا هذا الدعم، وللوزارة هذا الإشراف، وللإدارة هذا الجهد وهذا التخطيط، ولمنسوبات المراكز هذا الإبداع وهذا التألُّق، وشكراً لكلِّ من ساهم في إنجاحها .. وبوركت الجهود وعظم العطاء.
ومضة: من لم يشغل نفسه بالحقِّ أشغلته بالباطل، والإناء إن لم تملأه بالماء ملئ بالهواء.
Saad.alfayyadh@hotmail.com