كان ما يقوم به هؤلاء المجموعة من أعمال تخريبية مصدر استهجان كل القوى المحبة للسلام والاستقرار في شتى أنحاء المعمورة على اختلاف مذاهبهم وأفكارهم وعقائدهم وعلى اختلاف مواقفهم وآرائهم من حكومة المملكة العربية السعودية.. وكانت هذه المواقف مصدر إعجاب وتقدير الشعب السعودي الذي ما فتئ يتطلع إلى مؤازرة بني الإنسانية وتعاطفهم مع ما تعرضت له البلاد من أعمال إرهاب وزعزعة استقرار الأمن.

إننا كمواطنين ننظر لهذا الاستنكار الذي أبدته أمم الأرض حكومات وشعوباً وهذه المواقف نظرة إعجاب وتقدير.. وننظر إلى هذه الاعتداءات على أنها اعتداءات على النفس الإنسانية في قيمها ومشاعرها وفي عقائدها.. هذه النفس التي كان لها مكان الحرمة في كل الأديان فلا تزهق إلا بذنب أو جُرم ارتكبته.

إن الأديان والمذاهب والمعتقدات ترفض هذا المبدأ تماماً ويأتي الإسلام على رأس هذه المذاهب، حيث يدعو الإسلام إلى عدم قتل النفس إلا بالحق ويدعو إلى كرامة الإنسان فهي أمر مهم ومطلب ديني وإنساني، فلقد كرم الله النفس الإنسانية إذ خلقها وأودع فيها من روحه فيضاً قدسياً وحمَّلها الأمانة والرسالة وأودعها سر الاستخلاف في الأرض.. بل وخلقها وأبدعها بصورة معينة لتكون قادرة على العطاء وتقوم بمهامها في الحياة.

زرع الخير والشر في هذه النفس وأنزل التعاليم وهيأها للقيام برسالتها في الحياة.. فبأي ذنب تُقتل؟ وبأي ذنب تُنتهك كرامة الله لها؟.. إن من يقوم على عمل كهذا إنما هو غر، انتزعت الرحمة من قلبه وانتزعت معها بقية الصفات الإنسانية التي لو كان يحمل معنى من معانيها السامية أو قيمة من قيمها الصافية لما أقدم على هذا الجرم.. ومهما يكن من أمر فقد أعلن ولي عهد البلاد أننا سنكون وراءهم حتى نستأصل شأفة الإرهاب من مجتمعاتنا ونبقى كما أراد الله لنا أن نكون أمة قوية متماسكة نعمل من أجل خير الإنسانية ونسعى لإعلاء كلمة الله في مشارق الأرض ومغاربها بعيداً عن الفكر الآسن الذي تمتطي صهوة جواده هذه الفئة الباغية بأفكارها المسمومة.. ومهما كان الدافع وراءها فستظل تلك الأمة التي وصفها الله بأنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. نحن كذلك وسنبقى كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.