زهرة الياسمين من أرق وأجمل الزهور المشهورة والمميزة بأريج رائحتها الزكية ورقتها في عمرها القصير جداً تظهر لأيام ثم تذبل، وقد أحسنت لجنة تطوير منطقة الرياض بإطلاق هذا الاسم الرقيق على الحي الجديد الواقع في شمال المدينة يفصل بينه وبين الربيع طريق التخصصي ومحفوف بأكبر طرق الرياض في شرقه يمتد طريق أبوبكر الصديق (رضي الله عنه) وفي غربه طريق الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) ويمتد شمالاً حتى يتوازى مع حي الصحافة غرباً، ويعد من أحدث أحياء شمال العاصمة الرياض.
ومع بداية العمران فيه نشطت شركة الكهرباء بتقديم الخدمة الكهربائية بيسر ترافق ذلك ثقل تضعه على كاهل صاحب البناء والذي أسنده أرضاً سعر طن الحديد والأسمنت وأسلاك الألمنيوم والحديد وأبواب البيت ليأتي رسم خدمة توصيل الكهرباء والعداد بأكثر من ثلاثين ألف ريال. ومصلحة المياه مشكورة سهلت توصيل نعمة المياه إلى هذا الحي وبغزارة وكرم واضح يتخلله انقطاع متواصل! وقد اعتمد المطور تخطيطاً هندسياً للحي فيه شيء من الغرابة فمحاولة الخروج إلى الطرق الرئيسية المحيطة بالحي لابد أن تدور العربة في معظم شوارعه الداخلية وبطريقة لعبة القط والفأر حتى تدرك دوار أبوبكر الصديق (رضي الله عنه) وتنطلق في طريق التخصصي غرباً إلى وسط المدينة وشرقاً باتجاه مطار الملك خالد. ومنذ عامين أنشأ أخوان مسكنين متجاورين وشمالهما استراحة خاصة، واتسع الحي في فترة زمنية قياسية حتى بلغت المساكن بعد هذين العامين أكثر من 180 مسكناً جاهزاً وأكثر منها تحت الإنشاء وكأن الحي بأكمله ورشة بناء متكاملة ومع هذه الحركة الإنشائية الواسعة لابد من تراكم مخلفات البناء من تلال الحجر والتراب ومعها بقايا مستلزمات البناء من قطع خشبية وحديد وألمنيوم وزجاج وعلاوة على منظرها غير اللائق لحي حديث ففيها أضرار بيئية تؤثر على الصحة العامة وكم أتمنى أن تتبنى أمانة مدينة الرياض ممثلة ببلدية الشمال حملة نظافة شاملة يشارك فيها أهل الحي بإزالة هذه المخلفات الضارة ليتخلص من أشكال الخرائب المحيطة به!
وفي المرحلة الثانية تكسو الشوارع بسفلتة جديدة لأن ما قام به المطور من تعبيد شوارع الحي قد تآكلت بفعل التعرية ويبدأ في تشغيل الإنارة في أعمدة الكهرباء المثبتة في شوارعها لأن في النور قد تختفي مشوقات الجريمة فتعاني المنطقة من سرقة الأسلاك الكهربائية وبعض مواد البناء الخفيفة من المساكن تحت الإنشاء. وقد تكون الفرصة مناسبة حالياً للقيام بنشاط تجميلي يشمل شوارع وساحات الحي من قبل أمانة مدينة الرياض وبتنفيذ الإدارة العامة للحدائق والتشجير وتشجيع سكان الحي بالاهتمام بحدائق المساكن الداخلية والإكثار من زراعة الأشجار الدائمة الخضرة على أرصفة الشوارع مع شجرتنا الرمز النخلة المباركة. إنها أمور بسيطة ومن صميم واجبات أمانة مدينة الرياض والمشهود لها بالنشاط وأيضاً الخبرة الواسعة مع الإمكانيات الكثيرة في تنسيق وتشجير كل أحياء مدينتنا العاصمة الرياض وليتجانس اسم الحي مع واقعه بعد تشبع هوائه بعبق الياسمين!