الرياض - ياسر المعارك
لاقى قرار منع بيع القطط والكلاب أو التجول بها في الأماكن العامة استياءً كبيراً بين الأوساط الاجتماعية المختلفة، وتصدرت حديث العديد من المجالس والتي وصفها البعض بتقييد الحريات الشخصية وما لها من تداعيات على الجانب الاقتصادي وعزوف رؤوس الأموال، وآراء وصفتها بالمتناقضة مع مواقف الإسلام الداعية إلى الرفق بالحيوان، في حين طالب البعض وجود قوانين واضحة لحماية الحيوان وإيجاد دور رعاية أو حسابات مالية للتبرعات الخيرية لها.
أما التجار المعنيون ببيع وشراء الحيوانات الأليفة فتوقعوا ظهور مشكلات متعددة مع أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعدم اختصاصهم بهذا الشأن مطالبين بتدخل وزارة التجارة وإصدار لوائح تحدد كلاب وقطط الزينة من غيرها وألا تترك التطبيق مفتوح للأهواء الشخصية. (الجزيرة) قامت بجولة سريعة على محلات بيع وتطبيب الحيوانات الأليفة وخرجت بالعديد من الآراء بهذا الخصوص.
القرار يشوه صورة الإسلام
محمد عبدالله 35 عاماً أتى برفقة أبنائه الصغار إلى محل اقتناء الحيوانات الأليفة بهدف شراء جرو صغير لولديه، يرى أن تشدد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذا الخصوص في غير محله وسيعزز الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين والتي يراها الغرب، وعلى سبيل المثال فالإسلام حثنا على رحمة الإنسان أياً كان ولم يتجاهل الرفق بالحيوان والدليل على ذلك أن في الصحيحين: (دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)، وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل يمشى بطريق اشتد به العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغني فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكها بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له.. قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا قال: في كل كبد رطبة أجر).
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كنى أحد كبار الصحابة عبد الرحمن بن صخر الدوسي بأبي هريرة بسبب عطفه على هرة كانت تلازمه ورفقه بها.
مشاكل التطبيق
من جانبه توقع أحد التجار العاملين بنشاط بيع وشراء الحيوانات الأليفة أن يصاحب تطبيق القرار العديد من المشكلات مع بعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على اعتبار أن تطبيق القرار ترك عائماً وعاماً دون وجود لوائح تفرق ما بين الزينة وكلاب التدريب كذلك لم يأخذ في عين الاعتبار أن غالبية أعضاء الهيئة لا يستطيعون التفريق بين أنواع الزينة والأنواع التي نستطيع تدريبها للحراسة أو رعي الأغنام أو مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن ضعف التخصص من قبل أعضاء الهيئة أو تجاوزات البعض ستخلف قضايا نحن في غنى عنها.
وطالب تحديد أنواع الزينة وكلاب التدريب من جهة متخصصة، موضحاً أن مثل هذه القرارات التي تصيب التجار بالخسائر الفادحة ستسهم بشكل مباشر في عزوف رؤس الأموال عن الاستثمار بأي نشاط كون القوانين غير ثابتة وبأي وقت تصيب التاجر بخسائر دون تعويض مستحق.
وقال إن القطط والكلاب لها رواج كبير بين الأسر ومن أهم وأكثر الحيوانات مبيعاً لما تضيفه من أجواء مرح بين الأطفال وتعلمهم الرفق والرحمة والتعاون، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً عديدة للقطط وأشهرها القط الإيراني الفارسي الشيرازي ويتميز بالسيقان القصيرة والرأس المستدير والعيون الواسعة أما الهيمالايا فيتميز بأنه مهجن بين السيامي والفارسي من كثافة الشعر كذلك هناك السيامي ذو اللون البني ووجود سواد في الرأس وأطراف الأقدام والذيل، أما الكلاب فهناك أنواع متعددة غالبيتها بنسبة 90% يتم استيرادها من الخارج وأشهرها فهي جريت دن وهو أغلاها ثمناً وأيضا والوولف والدوبرمان والبوكسر والجيرمن شيبرد والروت وايلر.
محلات الفيديو الكاست والحلاقة أبو خالد تواجد في محل الحيوانات الأليفة بغرض اقتناء قط شيرازي لابنته عبر عن استيائه الشديد حول قيام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرقابة على المحلات ومنعها من بيع القطط والكلاب، وقال: تلك الخطوة لها أبعاد خطيرة، وتوقع أن يلحقها قرار منع وإغلاق محلات بيع وتأجير أفلام الفيديو كذك قرار منع وإغلاق محلات بيع أشرطة الكاسيت وإغلاق محلات الحلاقة.
وأبان أبو خالد أن على وزارة التجارة ومجلس الشورى أن يكون شريكاً حقيقياً في دراسة مثل هذه القرارات وتحديد الجهات المخولة في تطبيقها وإصدارها للحفاظ على العصب التجاري والاستقرار الاجتماعي في الشارع السعودي.
وتساءل هل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها صلاحيات في أن تتدخل بكل قضايا المجتمع وأن تتجاهل المؤسسات الحكومية الأخرى!!! وأوضح أن الهيئة عند رقابتها على تلك المحلات لابد من أن يرافقها مندوبون من الجهات المعنية كوزارة التجارة لتطبيق القرار.
قانون لحماية الحيوان
من جانبه يرى خالد 24 سنة أن القطط والكلاب من الحيوانات الأليفة للإنسان والتي تعود العلاقة بينهما إلى أكثر من آلاف السنين، وتطورت حتى أصبحت تستخدم في العديد من المناسبات كالحراسة ورعي الأغنام والصيد والاستعراض البهلواني.
وطالب خالد الجهات المختصة بضرورة سن قوانين خاصة للدفاع عن الحيوانات أو جمعيات حفظ حقوق الحيوان حتى تحافظ عليها من الفناء أو وجود دور لرعايتها أو وجود صناديق تبرعات خيرية لصالحها بشكل حضاري كما هو معمول به في الدول المتحضرة على اختلاف أديانها اليهودية والمسيحية والبوذية وأي دين آخر فالقطط والكلاب لديها شعور وعاطفة تحب وتكره تفرح وتتألم.