هل يمكن أن يؤدي موقفنا الإيجابي من الحياة إلى تجنب الإصابة بمرض بل وإلى الشفاء منه؟.
كانت هذه الفكرة تداعب الباحثين على مدى مائة عام، غير أن أحدث الأبحاث أفادت بأن فرص بعض مرضى السرطان الذين احتفظوا بتفاؤلهم خلال العلاج في الشفاء لم تتجاوز فرص الذين أحسوا بالمعاناة من المرض أكثر من غيرهم، فقد وجد خبراء مركز ماكالوم للسرطان في أستراليا بعد إجراء بحث على 170 مريضا أن روح المقاومة والتفاؤل في مواجهة مرض السرطان لم تقلل من نسبة الوفيات عن الذين لا يستطيعون مواجهة مرضهم بشجاعة، ولنا في سيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في قصته الشهيرة مع ذلك الشيخ الذي استحال جسمه مرجلا يغلي من الحمى، فدخل عليه الحبيب الرفيق صلاة الله وسلامه عليه مواسيا ومخففا عليه آلامه بقوله (طهور إن شاء الله)، مؤسسا لنا قاعدة عظيمة في فن التفاؤل وحتمية النظر للجوانب المشرقة في كل الأمور، ولكن الشيخ غالبته نفسه فرد بقوله بل هي حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، فلم يملك الحبيب إلا أن يقول (هي كما شئت) ولم يعش بعدها طويلاً.