فتحت الإجازة الصيفية أبوابها.. فبدأت الأمواج البشرية بالتحرك يدفع بعضها بعضاً، ولكل وجهة هو موليها، بعد أن أحكمت الحقائب التي تنوء بمتطلبات تلك الرحلة، ولكن ثمة شيء مهم يجب أن يحمل هو أيضاً، مستقره ليست تلك الحقائب.. بل داخل كل مسافر حتى يفيض على جوارحه سمعاً وبصراً، ويحفظها، ذلك هو (الرقيب الذاتي).
يربط الإنسان بخالقه أينما حل وارتحل، يردد عليه (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، ويردعه بقول (اتق الله حيثما كنت)، ويتلو عليه قوله تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (4) سورة الحديد.
فمؤسف أن يكون هناك مسافرون لا يراعون الله في سفرهم، فينزلقون إلى أماكن تعج بالمنكرات والمعاصي، حاملين معهم أبناءهم، ومصيبة أن يكون بينهم مراهقات يتمنين لو طالت إقامتهن بتلك الديار، فلا شيء ممنوع، فكل الأبواب مشرعة، لا نلوم تلك المراهقات فهن ضحايا، فالأم هي من تساعد ابنتها في نزع الحجاب مقللة من أهميته وشأنه، تحمل لها ملابس تخالف الحشمة والحياء.. وأب قابل ذلك التصرف بالتشجيع وتنقل بهم في أماكن تعرض موائد الفتن.. فما هي ثمار ذلك التصرف؟؟ مؤكد جملة من الأخطاء، لعل أخطرها أن يعود الأبناء بعقول وقلوب تعلقت بتلك البلدان، وتتمنى لو ينتقل ما فيها من تفسخ إلى هذه البلاد المباركة.
أصبح ضرورياً في زمن الانفتاح أن يرسخ الآباء في أبنائهم أن الرقيب في الوطن هو الرقيب خارجه ليتحصنوا بتلك المناعة الإيمانية ويلتزموا هم أيضاً بهذا المبدأ، فمخجل أن يرى الأبناء آباءهم بغير الوجوه التي كانوا عليها في وطنهم.
* بريدة