الحمد لله على ما أنعم به على هذه البلاد من خيرات يعجز اللسان والأركان عن تأدية الشكر للمنعم سبحانه, وجل في علاه. وهذا - بفضل الله ثم بالتمسك بما شرعه الله عز وجل- من عقيدة وشريعة في هذه البلاد حكومة وشعباً.
ومما أنعم الله به أيضاً على هذه البلاد هو وجود رجال صالحين مؤمنين ترعرعوا وتتلمذوا على خير هذه الدعوة المباركة التي قام بها الإمام محمد بن سعود -طيب الله ثراه- والإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
هذه الدعوة المباركة أوجدت لنا أناساً يحملون هم الإسلام في أنفسهم وفي بيوتهم وأهليهم فنتج عن ذلك أن بارك الله لهم في أموالهم وزادهم من فضله العظيم فلم يتنكروا لهذه النعمة، بل زاد شكرهم لله وزاد عطاؤهم بل أنشأوا مؤسسات نظامية ترى حق المسكين وحق الفقير وفك العاني وإقامة بيوت الله والوقوف صفاً واحداً مع قادة هذه البلاد المباركة لنشر الدعوة الإسلامية داخل هذه البلاد المباركة.
ومن هذه المؤسسات المباركة مؤسسة الشيخ سليمان الراجحي الخيرية، هذه المؤسسة الخيرية التي أنشئت من عدة سنوات تبذل الغالي والرخيص من أجل نشر العقيدة الصحيحة والعلم الشرعي ومساعدة كل جمعية أو مكتب أو مؤسسة لها التوجه المذكور تنفق هذه المؤسسة إنفاقاً عظيماً على تعليم كتاب الله - عز وجل - تلاوة وحفظاً.
إن هذه المؤسسة المباركة تؤدي دورها في دعم كل برنامج أو منشط يؤدي إلى حفظ أوقات الشباب ويأخذ بأيديهم إلى نور العلم والفضيلة ويشغل أوقاتهم بالمفيد.
هذه المؤسسة لها السبق في اليد الطولى في دعم المكاتب التعاونية لدعوة الجاليات وطباعة الكتيبات في عدة لغات تتحدث عن الإسلام وتثبت محاسنه، فيا ترى كم ساهمت في إدخال شخص إلى الإسلام؟.
إن هذه المؤسسة هي نتاج لهذه الدعوة المباركة التي قام بها الإمامان المجددان، كيف لا! وهي ترجع لشخصية رجل بلغ من الثراء ما بلغ، لكن ذلك لم يمنعه من التواضع والحلم والإحسان إلى الخلق شاهدته في مسجده يحضر إلى المسجد قبل نهاية المؤذن ليؤدي الصلاة بتواضع وذكر لله - عز وجل - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
إن هذه المؤسسة الخيرية مهما قلنا فيها لن نوفيها حقها ولن يضرها - إن شاء الله - المرجفون والحاسدون الحاقدون، لأنها أنشئت لهدف نبيل وأعمال جليلة.
أنشئت لخدمة هذا الدين وهذه البلاد المباركة، وهي تحقق - إن شاء الله - ما يصبو إليه قادة هذه البلاد من نشر العقيدة والعمل بالسنة ونشر العلم الشرعي وفق منهج سلف هذه الأمة وإشغال أوقات الشباب بالمفيد النافع.
ونحن في هذا الزمان نشاهد ويشاهد الجميع ما تواجهه الأمة من هجمة شرسة على دينها ومعتقداتها وقيمها وأخلاقها وخاصة هذه البلاد المباركة. إن الواجب علينا أن ندعم مثل هذه المؤسسات بالنصح والمشورة والدعاء حتى تؤدي دورها ورسالتها التي أنشئت من أجلها. أسأل الله أن يهدينا سواء السبيل وأن يأخذ بأيدينا وأقوالنا إلى أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر.
مدير المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات في سكاكا