الجزيرة - محمد المنيف
عبدالناصر العمري فنان شاب يستبق الزمن نحو مستقبل إبداعه بنظرة ثاقبة لكل جديد، يتخطى تجاربه وتجارب غيره بثقة دون تهور يتعامل مع إبداعه بوعي وثقافة عالية المستوى أسهم في المساحة المتاحة له محليا فحقق التميز ولم يكتفِ بها فغادر حيز الانتظار إلى بوابة المنافسة العربية فكان له الحضور في بينالي الشارقة، كسب فيه رضا ورأي النقاد وجاء يوم الاحتفاء بأول خطواته نحو العالمية حينما حازت لوحته على أعلى رقم في المزاد الذي أقامته مؤسسة (بي إم جي) الخيرية على هامش مسابقة البولو الثانية عشر في شهر يونيو الماضي الذي نخجل أن نستعرضه اليوم بعد مرور هذه الفترة متحملين اللوم والعتب من مبدعنا مع ما نحتفظ به من عذر في أننا لم نتلقَ أي معلومة أو خبر عن هذا الإنجاز.
المزاد والرقم السعودي الأول
في لندن كانت المحطة الأهم لمنسوبي الساحة التشكيلية السعودية وممثليهم في هذا المزاد الفنانين الثلاثة: عبدالناصر العمري الذي اجتاز تحكيم المحطة الأولى للمسابقة في جدة وفوزه بالجائزة الأولى فيها واختيار لوحة للفنانة هدى العمر في محطة الرياض وفوز الفنانة غادة آل حسن في الجولة الثالثة للمسابقة في المنطقة الشرقية.
ففي ساحة قصر ويندسور بالعاصمة البريطانية لندن الذي أقيمت به بطولة البولو الثانية عشر ودشنت على شرف الملكة إليزابيث -ملكة بريطانيا- بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار وجمع غفير من ضيوف الحفل على أعلى مستوى، أقيم على هامش البطولة المزاد المنتظر لبيع اللوحات الفنية الفائزة في مسابقة (تواصل) التشكيلية للفنانين السعوديين (معرض الفن للحياة) الذي يقام لأول مرة على مستوى الفن السعودي وعلى هذا النحو من حجم المناسبة وموقعها العالمي، حيث تنافس الحضور على اللوحات الثلاث وكانت لوحة الفنان عبدالناصر العمري الأكثر جذبا وتعبيرا وعمقاً في الفكرة مما جعلها صاحبة الحظ الأوفر وتم اقتناؤها بما يزيد عن المائة وثمانية وثمانين ألف ريال وهو الرقم الأعلى إلى الآن في سوق اللوحات السعودية.
بهذا المزاد تكون مؤسسة (بي إم جي) قد صدقت في وعدها وحققت الهدف تجاه الفن التشكيلي السعودي وبنت جسرا جديدا لهذا الفن من خلال معرض تواصل إلى أعين العالم. الجدير بالذكر أن المعرض تم بإشراف من الزميلين الفنان أحمد الخزمري والفنان محمد الشهري.
الأسبوع القادم لنا لقاء من الفنان المبدع عبدالناصر العمري لنتحدث معه عن الكثير حول تجربته من الانطباعية ومغازلة الألوان المائية بشفافيتها ورشاقتها إلى عالم الفكرة والفيديو آرت وعن ماذا يعني بعمله (فلورا وفونا) وكيف مزج بين الفنون في هذه التجربة. ومن هو أهم رقيب يحيط به عند تنفيذه أعماله. لقاء رائع يكشف وعي هذا الفنان بتجاربه ومفهوم الفن لديه.