Al Jazirah NewsPaper Thursday  31/07/2008 G Issue 13090
الخميس 28 رجب 1429   العدد  13090
للرسم معنى
أين الجمهور من الفن التشكيلي؟
محمد المنيف

كنت في زيارة لوكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بجمعية التشكيليين وحظيت بلقاء مع الأديب الدكتور عبد الله الوشمي نائب رئيس نادي الرياض الأدبي الذي وجدت منه اهتماما بالفن التشكيلي يفوق ما تصورته عنه لقربة من نتاج النادي في مختلف فنون الأدب والفكر التي قد تشغله عن هذا الفن كما أشغلت غالبية الأدباء، كان حديثنا طويلا ومتشعبا بدأ من دور نادي الرياض في دعم هذا الفن مستشهدين باحتضان النادي لمجموعة ألوان وصولا إلى جانب التأليف التشكيلي وحاجة الساحة للإصدارات في هذا المجال لخلو المكتبة منها، إلى أن ختمنا حوارنا المفتوح والشيق بما منحني إياه الدكتور عبد الله من وقت رغم مشاغله استعدنا فيه أجمل يوم في مسيرة هذا الفن ودور الدكتور كعضو في اللجنة التي أشرفت على الترشيح والتصويت لمجلس إدارة جمعية التشكيليين.

أعود لجزء من الحوار وهو عنوان زاوية هذا الأسبوع حول كيفية استقطاب الجمهور للفن التشكيلي وإشادة الدكتور عبد الله بإقامة المعارض في الأسواق التجارية معللا ذلك بأنها وسيلة لتعويد العامة على مشاهدة اللوحة، ومع أنني معه في جانب ولست معه في جوانب كثيرة حول هذه التجربة التي لا تعود للفنان بأي فائدة بالحجم الذي تعود به للسوق من دعاية، وقد نطرح التساؤل في ماذا لو أقمنا آلاف المعارض في الأسواق خلال السنة وبشكل متتابع ثم أوقفناها ونقلناها إلى قاعات عرض خاصة هل سيتبعنا جمهور التسوق أم أنهم سيتعودون على أن نكون بينهم، وأشرت خلال حديثي أن الدور يقع على المدارس والأسر فكم من أسرة وضعت في برنامج جولتها في عطلة نهاية الأسبوع زيارة لقاعة فنون، وكم من قارئ في جريدة يسأل عن مكان معرض تم نشر خبر عنه، وكم من معلم اخذ طلبته لمناسبة تشكيلية.

أنا لا اختلق الأعذار ولا أسعى للإحباط ولكن أقول كما قلت للصديق الأديب الدكتور عبد الله إننا لا نريد جمهورا يبحث عن الترفيه والتسوق يمر مرور الكرام على اللوحات المعروضة بالسوق وعقله مشغول بثمن السلعة التي اقتناها أو يسعى لاقتنائها وتحيط به أصوات الأطفال وجعجعة عجلات عربات البضاعة بقدر ما نريد جمهورا راقيا في ذائقته يقدر معنى المتحف وقاعة الفنون ويستمتع باللوحة أو المنحوتة في جو مفعم بالسكون يزداد جمالا لو صاحب جولته موسيقى هادئة.

قبل أن اختم أود الإشارة إلى أمر اتفق مع الدكتور عبد الله عليه وهو حجم معرفة الناس بالفن التشكيلي مقارنة بمعرفتهم بالشعراء أو المطربين أو الممثلين، هنا يمكن الاعتراف بفوزه بالجولة الأخيرة فالفنان التشكيلي وفي كل بلدان العالم لا يمكن أن يحقق ما حققه أولئك المبدعون، الصورة للممثل أو المطرب والسمعة للشاعر، واختم زاويتي التي تشرفت أن يكون موضوعها آتيا من صديق نسعد به وبجهوده في النادي الأدبي مع مجموعة ألوان التي تعتبر ممثلا للفن التشكيلي في هذا الموقع إضافة إلى ما يقدمه الدكتور عبد الله للفن التشكيلي من مساهمات إذاعية وغيرها، أقول لصديقي إننا في حاجة إلى مؤسسات تقوم على تسويق اللوحة التشكيلية المحلية لكل بيت بدلا من تسويق اللوحات الصينية والهندية وغيرها، وحينها سنصل إلى عقول الآخرين ونبقى في ذاكرتهم.

MONIF@HOT MAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد