Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/07/2008 G Issue 13089
الاربعاء 27 رجب 1429   العدد  13089

دفق قلم
العراق وضربة الفرصة
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

 

كم يتألم القلب لهذه الحالة المؤسفة التي وصل إليها العراق، وكم يشعر الإنسان بالأسى لهذا القتل الجماعي الذي يحدث كل ساعة في بلاد الرافدين، شيء مؤلم لا يستطيع الإنسان أن يتجاوزه مهما حاول أن يغمض عينيه، ويزيد الألم شدَّة وعنفاً حين نستمع إلى بعض من يحلو لهم أن يوصفوا بالليبرالية وما شابهها من الكلمات الدالة على الانسلاخ الثقافي والفكري، وهم يتشدَّقون بدور الولايات المتحدة في تحطيم دكتاتورية الرئيس العراقي الذاهب، ونشر الديمقراطية في العراق، وكأنهم لا يرون الحالة المؤلمة التي يعيشها عراقنا الجريح الممزق.

أية ديمقراطية أيها الواهمون؟!..

كيف تتجاهلون التقارير الواضحة، والتصريحات المعلنة من جهات أمريكية تؤكد أن غزو العراق، وضربه عسكرياً مسألة محسومة لا بد منها، حتى ولو كان صدام حسين من أكثر رؤساء العالم ديمقراطية، إنها (ضربة الفرصة) كما يسمونها؟.. كيف تتناسون مذكرة (دك تشيني) و(رامسفيلد) بعنوان: (إعادة بناء القدرات الدفاعية للولايات المتحدة الأمريكية، التي نُشرت عام 2000م؟ وهي مذكرة صريحة في وجوب حدوث ما حدث في العراق وأفغانستان لدعم الدولار الأمريكي، وضمان عدم حصول أزمة وقود في الولايات المتحدة إضافة إلى تحقيق المصالح الكبرى لشركات الإعمار والتصنيع العسكري وتحقيق دور استراتيجي أكبر في الشرق الأوسط لأمريكا، وهي أمور معلومة من سراديب السياسة بالضرورة لمن يرى بعينه لا بعيون الآخرين، ويفكر بعقله لا بعقول الآخرين.

أمور يؤكدها قول بوش: حتى لو كنت أعلم ما أعلمه الآن من عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، فإني كنت سأدخل العراق ويؤكدها قول ديفيد كي: نحن جعلنا الوضع في العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب، وقول كوفي عنان: الغزو للعراق مناف لدستور الأمم المتحدة، كما يؤكدها ما صدر من معلومات معلنة من وزارة الدفاع الأمريكية في خضمّ المعركة الغاشمة التي بدأت ضد أفغانستان عن تصنيع أمريكا لستة آلاف طائرة شبح بقيمة سبعمائة مليار دولار حتى عام 2020م.

أيها المخدوعون بديمقراطية أمريكا وغيرها من الدول الكبرى المدّعية للعدالة والمحافظة على حقوق الإنسان، ماذا تنتظرون حتى تدركوا حقيقة الأمر، وتروا الواقع على ما هو عليه دون رتوش؟ هل تنتظرون أن تحلَّ بكم صيحة واحدة ما لها من فَواق حتى تقولوا الحقيقة؟ لماذا تضيفون إلى جراح امتكم جراحاً أخرى بأحاديثكم الإعلامية التي تنافحون بها عن الظلم والغزو والاحتلال؟

أعلم أن اسئلتنا هذه تتلاشى أمام تبعيتكم للأعداء، وتشبعكم بأفكاره وآرائه حتى أصبحتم من حملة لواء الجانب الآخر من الغزو والاحتلال ألا وهو الجانب الاجتماعي والخلقي والفكري الذي تظهر آثاره المؤسفة في بلاد العرب والمسلمين بعد هذا الغزو المشؤوم، ولكنها أسئلة لا بد منها لعل سؤالاً منها يوقظ غافلاً منكم.

إشارة:

يا لسان الأحداث أنت فصيح

فتحدث بمنطق الفصحاء

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد