أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة على العلاقة المميزة ما بين المملكة العربية السعودية ولبنان، معتبراً أن ما يسيء إلى لبنان يسيء للمملكة وما يفرحه يفرحها. كلامه جاء خلال رعايته حفل توقيع الإعلامي منير الحافي كتابه الصادر حديثاً بعنوان: (السعودية للبنان.. قلوب وساعد)، وذلك في فندق بريستول في بيروت. حفل توقيع الكتاب -الذي يتناول العلاقات التاريخية بين المملكة ولبنان- حضره إلى جانب السفير خوجة وقنصل السعودية في لبنان عبدالهادي الشافي وكبار موظفي السفارة، وزير الإعلام غازي العريضي، ووزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني، ووزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة إضافة إلى النواب: ناصر نصرالله، محمد أمين عيتاني، ونبيل دو فريج، ونقباء الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم، ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد، ورئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية.
استهل الزميل منير حافي الحفل بكلمة شكر فيها المملكة العربية السعودية التي وقفت مع لبنان في أصعب الأوقات وأحلك المواقف. فهي (قدمت نصحها ومشورتها وكرست دبلوماسيتها وعلاقاتها الواسعة مع بلاد العالم لدعم لبنان في قضاياه المصيرية)، وأضاف: (ولعل أبرز هذه القضايا العمل الحثيث على وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وآخرها في حرب تموز العام 2006، كما ساهمت بما لها من علاقات طيبة مع كل الفرقاء اللبنانيين بلا استثناء في تقريب وجهات النظر بين أهل البلد الواحد. حدث ذلك على أرضها بالذات في الطائف عام 1989 وصولا إلى ما حصل في عاصمة عربية شقيقة أيضا هي الدوحة هذا العام وما بين الطائف والدوحة مواقف عربية أصيلة وإنسانية حقيقية وقفتها المملكة مع لبنان لدعمه اقتصاديا وماليا وإنمائيا، وأبرز ما يمكن الإشارة إليه في هذه العجالة دعم المملكة لورشة الإنماء والإعمار الهائلة التي قادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري منذ العام 1992 حتى استشهاده، ونأمل أن تعود هذه الورشة إلى نشاطها بعد استتباب الأمور الأمنية والسياسية وتأليف الحكومة العتيدة إن شاء الله).
ثم ألقى نقيب الصحافة محمد البعلبكي كلمة قال فيها: (عنوان الكتاب الذي نحتفل به في هذه الأمسية المعطرة بطيب المحبة والوفاء شاءه مؤلفه الزميل منير الحافي للدلالة على الحب والإقدام والمساعدة التي أولتها المملكة العربية السعودية لهذا الوطن الصغير الذي أرسل إليها أبناءه يعملون في شتى مرافق الحياة فيها، من أطباء إلى مهندسين إلى مقاولين إلى تجار إلى معلمين، إلخ.. فوظفوا فيها مهاراتهم. وبدورها احتضنتهم بكل عناية وسهلت أمورهم وجعلتهم يشعرون كأنهم في وطنهم الأم. وكان الملك المؤسس -رحمه الله أوسع الرحمات- يختار معاونيه ومستشاريه من صفوة الرجال اللبنانيين. وكان فيلسوف الفريكة أمين الريحاني أول اللبنانيين الذين حلوا في ضيافته، وكان لجلالته نعم المشير كما كان أول الشاهدين على تأسيس المملكة العربية السعودية وبداية نهضتها منذ العشرينيات والثلاثينيات من القرن المنصرم. وقد سجل في كتابه (ملوك العرب) منذ ذلك التاريخ انطباعاته عن الملك المؤسس والمملكة.
أما لبنان فكان -وما زال- الوطن الثاني للإخوة السعوديين. تدفقوا إليه بكثرة فقصدوا جامعاته ينشدون فيها العلم العالي والاختصاص
في الطب والهندسة والعلوم الإدارية والاقتصادية والتجارية، وأموا مستشفياته للعلاج كون لبنان مستشفى الشرق، وقصدوا مصايفه للراحة وتنشق النسيم العليل، واستثمروا في مجالات العمران والعقارات).
ثم ألقى وزير الإعلام عازي العريضي كلمة قال فيها:(هذا الإنجاز المهم وهذا العمل التوثيقي الذي اختصر تاريخ علاقة المملكة العربية السعودية بلبنان في عمل مهني علمي موضوعي عكس الحقائق كما هي بالكلمة والصور والرسالة والنص والوثيقة، هذا الكتاب في هذا التوقيت بالذات له دلالة خاصة، وأشار إلى أن الكلام الذي يوجه إلى المملكة وقيادتها وسفيرها في لبنان ظلما أو تشكيكا أو تجريحا يتجاوز النقد والتعبير بشكل محترم ولائق هو حق لكل الناس وضرورة لنظام ديمقراطي، هذا النوع من الكلام لا يظلم المملكة ولا يسيء إلى دورها، إنما يظلم لبنان واللبنانيين ويسيء إليهم وإلى مصالحهم وإلى دور بلدهم في هذا المنطقة لأن دور المملكة أكبر من أن يتم تناوله بهذه الطريقة وتشهد عليه هذه الإنجازات وتلك الوقفات التاريخية في سياق العلاقات القديمة الثابتة بين المملكة ولبنان، والكلام الذي يقال مدحا أو شكرا فهو أيضا من باب الواجب ليس أكثر ولا يفيد المملكة شيئا ولا يؤثر بأي شكل من الأشكال في مسار المملكة ودورها إلى جانب لبنان، هذا ما أثبتته المملكة على مستوى عقد من الزمن في علاقاتها مع لبنان).
وأشار إلى أن السفير خوجة (حرص طيلة فترة عمله وقدر له أن يكون سفيراً للبنان في أصعب المراحل التي يواجه فيها مصير لبنان استحقاقات كبيرة وخطيرة كان حرصه دائما أن يبقى سفير خادم الحرمين الشريفين أي في الموقع الذي أراد أن تكون المملكة مع لبنان كل لبنان والى جانب اللبنانيين كل اللبنانيين وخير شهادة على هذا الدور هو ما تعرض له هذا الرجل في لبنان من طرفي النزاع، تارة استقوت المعارضة بتصريح له، وطورا تمسكت الأكثرية بموقف داعم للبنان وللشرعية وللحكومة من قبل المملكة السعودية، مرة كان هذا الفريق يسأل ما بال السفير يقول هذا الكلام ليفاجأ مرة أخرى والطرف الآخر لماذا يقول السفير هذا الكلام.
وأكد أن دور السفير السعودي في لبنان هو دور لبناني بقدر ما هو دور سعودي لأن السعودية تريد الخير للبنان وكل اللبنانيين ومصلحة لبنان بالدرجة الأولى وليس لمصلحة فريق على حساب آخر هذا الأمر يعبر عن توجه وتوجيه فارس عربي كبير مقدام ورجل شهامة وعروبة وإسلامي حر منفتح متسامح مؤمن متمسك بالتعاليم على حقيقتها قولا وممارسة وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ربطته علاقات تاريخية بلبنان ورجالات لبنان من كل الطوائف)، وأضاف: (أستطيع أن أقول بكل أمانة ما دخلنا مرة إلى مجلس هذا الفارس العربي الكبير في كل اللحظات الصعبة التي مر بها لبنان إلا وكان التوجيه احفظوا لبنان احفظوا وحدة لبنان احفظوا مصلحة لبنان جميعكم أشقاء وإخوة ولبنان عزيز علينا جميعا ويجب أن تعرفوا كيف تتوفر الحماية لوحدة هذا الوطن الجميل الذي لا نريد له إلا الخير ومصلحته العامة.
وفي ختام الحفل ألقى السفير خوجة كلمة قال فيها: (لقد غمرني إخواني الأعزاء بكلمات حميمة، يسعدني أن نلتقي اليوم حول عنوان يعبر عن العلاقة المميزة بين المملكة العربية السعودية ولبنان والمسيرة الأخوية نشأت حول محبة متبادلة بين بلدين وشعبين مشيرا إلى حرص المملكة على لبنان يلامس حتى الشعور بالمسؤولية والواجب لأن ما يسيء إلى لبنان يسيء إلى المملكة وما يفرحه يفرحها وقال: إذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن معد الكتاب الأستاذ منير حافي قد أجاد في عنوان الكتاب (السعودية للبنان قلوب وسواعد) وعبر تعبيرا جميلا عن صورة المملكة تجاه لبنان ووقفاتها إلى جانب لبنان في أشد الظروف وأحلكها سواء السياسية أو الاقتصادية أينما تبسط المملكة سواعدها لدعم لبنان والعمل على تجاوز المحن وتخطي الصعاب التي يمر بها).